حينما يراد للمواطن ان لا يكون عنصر فاعل في المجتمع وليس له صوت مسموع توضع كل الوسائل والعراقيل امامه واكثرها ذلك التفاوت الطبقي والاجتماعي والخدمي وهذه نظرة دونية ناتجة من الأنا والجهل وسوء التخطيط ليعيش المجتمع نوع من التمايز ولا يقتصر على ظلم الاباء بل يصل الى حد الابناء ليكونوا محرومين رغماً عن انوفهم وبشتى السبل وها هو الفساد الادراي لا يترك مكاناً الا وتجد له بؤرة وربما الكل يتحدث عن الفساد وبشاعة اساليبه وطرقه الملتوية الا أننا نسمع ولم نرى او نكون شركاء مع تلك المافيات وكأن الفساد كائن هلامي او شبح نسمع به ونتلمس اثاره ولا نراه او نخترق مؤوسسته التي اصبحت اكبر من مؤوسسة الحكومة واليوم وفي الصباح شاهدت الفساد عندما وجدت الجرافات( الشفلات ) تهدم سياج المدرسة التي لا تبعد عن بيتي سوى بضعة امتار عرفت ذلك هو الفساد بعينه فالسياج هو تم بنائه قبل عامين وتمنيت ان املك ذلك الطابوق كي ابني غرفة لأطفالي لاني اسكن في خمسين متر , فالمدرسة هي مدرستين بالتناوب بنات وبنين وطلاب الصف الواحد يصل للاربعين تلميذ يجلس كل ثلاثة في رحلة واحدة مما يسبب سوء استيعاب الطفل وحدوث المشاكل بين الاطفال بل ان الرحلات الاولى اصبحت تحجز مقابل هدية لمعلمة الصف فالرحلات قديمة والمرافق الصحية غير مناسبة لعدد الاطفال وغير صالحة للاستخدام وفقدان وسائل التكيف والسبورات الحديثة ووعدم وجود ساحة لفرصة الاطفال وما يثر الاستغراب هو الانتباه للسياج والمظهر الخارجي وترك جوهر الامور وما تصب في بناء الاطفال بصورة جيدة وهذا حاله حال الارصفة والابنية والشوارع التي تبنى وتهدم بعد فترة ومن الغريب ان يتم اخيار الوقت وفي نهاية شهر أب للعمل حيث يستغرق العمل اربعة اشهر و هذه الفترة سوف تشهد قبول التلاميذ الجدد وامتحانات الدور الثاني وتم ابلاغ التلاميذ ان الدوام سوف يكون في مدرسة اخرى تحتاج الى واسطة نقل فمن ينقل هؤولاء الاطفال الى مناطق بعيدة ومن يحميهم من خطر الشارع والارهاب , يا ترى من يخطط ومن يوافق ومن ينفذ فأن كان هو ذلك المقاول الذي هو من ( الدرجة العاشرة ) الذي يبحث عن عمال في الازقة وبدأ عمله بأربعة عمال فسلام الله على الاجيال القادمة ان كان هؤولاء من يبني لهم المعارف ووسائل العلم , اليوم اعترف واقول بعيني رأيت الفساد ووجدت انه اخطر من الارهاب ذلك الذي يلقي الاطفال في الشوارع فهل ان وزارة التربية من تحمي الاطفال وتنقلهم في باصات خاصة او ان الاهالي يذهبون معهم صباح مساء وخاصة من عندة طفلة وطفل , فالفساد يبحث عن القضايا الجانبية ويترك الجوهرية وما يهمهم كيف وبماذا ومتى يحصلون على المال الحرام , فالاطفال لا ذنب لهم ان كان ابائهم جاءت بهم الصدفة او الظروف او الظلم الى مناطق شعبية ولكنهم اعتقدوا ان الديمقراطية سوف تنصف ابنائهم ولا تكون هنالك فوارق طبقية وتفرقة من حيث البناء والشارع والخدمة ووسائل التعليم وما نوعية المعلم انه الفساد هدر الاموال ودمر الاجيال ..