ولاننا في بلد ديمقراطي لم يعد فيه ممكنا اخفاء اي معلومات والاحتفاظ بها سرية وبعيدا عن الرأي العام، فأن ماجرى خلف الكواليس وماطرح ونوقش اذا لم يكشف عنه اليوم فغدا او بعد غد او بعد سنة او سنتين. ومن حسن الحظ فان الاسرار في العراق الجديد لاتبقى اسرارا لفترات طويلة، فهي سرعان ماتتحول الى معلومات تتداولها الالسن وصفحات الجرائد وشاشات الفضائيات والمواقع الالكترونية، وما جرى بين قائد الجيوش الامريكية والمسؤولين العراقيين خلف الكواليس ووراء الابواب المغلقة خرج على الملاء بسرعة البرق، وبالخصوص فيما يتعلق بتزويد امريكا العراق بطائرات مقاتلة من طراز اف ١٦، التي احتدم الجدل والسجال حولها بين الحكومة المركزية والاكراد ، او بصورة اكثر تحديدا بين رئيس الوزراء نوري المالكي ورئيس اقليم كردستان مسعود البارزاني الذي يتخوف من استخدام تلك الطائرات في حال حصلت الحكومة المركزية عليها ضد الاكراد كما حصل في العهود السابقة من قبل نظام صدام، ولعرقلة ابرام اي صفقة ذهب البارزاني الى واشنطن لاقناع الامريكان برفض اي طلب عراقي للحصول على الطائرات، وبالفعل نجح البارزاني في ذلك وابسط دليل على ذلك الشروط الامريكية التي حملها الجنرال ديمبسي الى المالكي، وهي شروط اقل ما يقال عنها انها مذلة ومهينة ناهيك عن انها تعجيزية.... وهي
١.تزود امريكا العراق في شهر ايلول ٢٠١٤ اي بعد عامين بطائرتين من طراز اف ١٦ لا اكثر .
٢.يجب عدم استخدامها من قبل الحكومة ضد اي جهة سياسية داخلية، وهي اشارة ضمنية الى الاكراد.
٣.يجب عدم استخدامها ضد اي طرف اقليمي حليف لامريكا ولاسرائيل، اي انه يمكن استخدامها ضد ايران فقط بأعتبارها عدوة الاثنين.
٤.عدم تزويد العراق بأي اسلحة مساعدة ومعززة للطائرات.
واذا اذعن وقبل العراق بهذه الشروط فلن يكون امامه الا ان يصبغ الطائرتين اللتان سوف تصلان اليه بعد عامين باللون الاصفر ويشغلمها كطائرات اجرة(تاكسي) بين بغداد والبصرة.. وهذا افضل شيء اذا لم تستخدم لاي اغرض عسكرية!!!.