مما لا شك فيه ان مدينة النجف الاشرف تعتبر خير داعم وساند لدولة رئيس الوزراء سواء على مستوى المرجعية الدينية ، الدعم الذي اشهر من يذكر او على مستوى جماهيرها التي كانت تتوسم فيه حكم رجل ينمتي الى حزب ديني تتغنى به نفوسهم التواقة لعهود الائمة الاطهار ، كيف لا ومؤسس هذا الحزب ابن هذه المدينة ترعرع وعاش بين كتاتيبها وحلقات درسها اثبت للعالم الاخر قبل عالمه ان الدين الاسلامي دين حضاري متكامل ينسجم مع كل الازمنة والامكنة ،ولكنها اليوم اي المرجعية وبسبب التصرفات والسياسات التي انتهجها دولة الرئيس والمتعلقة بسوء الخدمات والتستر على المفسدين والسراق واستشراء ظاهرة الفساد بشكل فاضح وصارخ اساء لقدسية المدينة وتأريخها العريق ومقابل كل هذا لم يحرك الرئيس ساكن ولم يستخدم صلاحياته لردع المفسدين جعل المرجعية تتبنى موقفاً سلبياً تجاهه واوصدت بابها في اشارة صريحة لسحب ثقتها منه وسحب الغطاء الشرعي لحكومته حيث كانت راعية للعقد الاجتماعي الذي اخل المالكي ببنوده ومضامينه .
ولكنها لم تكتف بهذا الموقف اي النجف بل باتت تمثل له تهديداً جديداً واحراجاً اضافياً ومأزقاً اخر خاصةً بعد ان ذكر محافظها عدنان الزرفي الغارق بالفساد حد الثمالة ذكر في احدى البرامج التحقيقية عن مشروع النجف عاصمة الثقافة الذي كان من المؤمل ان تنطلق فعالياته هذا العام ولكن بسبب الفساد ودوافع سياسية حالت دون ذلك ما اثار امتعاض المثقفين وعلماء الدين والجماهير النجفية ذكر ان من الغى المشروع هو رئاسة الوزراء وحملها مسؤولية ذلك الاتهام الخطير هذا اثار غضب المالكي فلم يتمالك نفسه وارتأى ان يبلغ رسالته الى الزرفي محافظ النجف الذي يحسب على المالكي بنفسه ليخبره بأن مدة سلطانك لم يبق منها سوى اسبوع وهذا يعد ارباكاً لدولة الرئيس بسبب ادواته التنفيذية التي باتت عبئاً ينوء بحمله فوق مشاكله المستديمة ومعاضله العويصة التي تتوالى على رأسه والتي من المتوقع ان تكون القاصمة له والخاتمة لمشواره الرئاسي المليء بالإخفاقات والحافل بالفشل.