الذي دفعني لهذه الوقفة مع الأستاذ الكبير العقابي حين وقع في قضية { القياس } الذي اتبعه في مقاله الموسوم { هي باب وهي ريح } معلقا فيها على خطبة السيد حازم الاعرجي إمام جمعة التيار الصدري في الكاظمية حين ذكر موقف الشريعة الإسلامية من الخمر والغناء والسفور وذكر الأستاذ العقابي النص التالي عن الاعرجي : لا للغناء لا للخمر لا للسفور لا للقمار ...
كان هذا نص كلام السيد الاعرجي وهو من نصوص الشريعة الإسلامية لم يأتي بشيء من عنده ، والأستاذ هاشم العقابي يعرف جيدا إن هناك مدارس إنسانية فكرية تختلف في رؤاها وتتبع قناعاتها ، ولأذكر قضية طبلت لها فضائية محسوبة على أهالي الجنوب كتبت حينها للسيد مدير تلك الفضائية ولكنه { تجاهلني ولم يذكر رسالتي } وكانت تتضمن قراءة شرعية ميدانية اجتماعية لظاهرة الايمو .. حين صار مدير تلك القناة محاميا في سوح الإعلام يدافع عن الحرية الشخصية للايمو ، يقول :أننا في زمن الديمقراطية والانفتاح والتقدمية والعراق الجديد ... الخ .. رغم إني لا اتفق مطلقا مع الذين قتلوا شباب الايمو بالبلوك .. ولكن فضائيتنا سمحت لنفسها أن تتحدث باسم أبناء البصرة فأقامت الدنيا وأقعدتها ... حتى وصلت الحال إن لو عرف من يؤيده بموقفه لقال إن شباب الايمو هم القادة الذين يبنون الوطن ، وهم الذين قاموا بثورة العشرين ، وهم الذين بنوا العراق وهم أهل الشرف والكرامة والعز ... الخ ... وألان بعد مرور سنة بدأت الصحف وبعض الفضائيات تستغيث من انتشار الحشيشة وانتشارها بين الشباب عن طريق الناركيلة والسيكاير وغيرها ، وانتشرت ظاهرة المثلية التي تعتبر شرطا أساسيا للايمو في اورباوربما العراق ...{فلا مجال لقضية العنف والقتل في معالجة الظاهرة} وبالمقابل الاندفاع العارم والدفاع عنهم ... هذه مشكلة الإعلام ومرضهم الدائم ... ولابتعد قليلا عن الموضوع بقضية أخرى اذكر بها القراء ..حين انهزم السجناء من القصور الرئاسية في البصرة ظهرت تلك الفضائية بتقرير مطول مصور يبين شط العرب والجانب الإيراني وقال مراسل الفضائية في البصرة يظهر صورة السجن المثقوب { من هنا خرج الإرهابيون السجناء من القصور الرئاسية - ورفع الكاميرا للشط حيث ظهر الجانب الإيراني لقربه من المكان - وقال : ومن هنا فروا- يعني إيران لها دخل بالموضوع } وبعد عام نفس الفضائية قدمت الهاربين من القصور الرئاسية ومديرها الوطني يحاورهم في كيفية هروبهم وقتلهم أبناء العراق المساكين .....
وأتذكر في فضائية العربية وتحديدا برنامج { نقطة نظام } يقدمه حسن معوض ، الذي يسأل احد الحجاج سؤالا يراد به باطل فيقول: هل الأفضل للمساجد أن تكون مخصصة للعبادة أو للأمور السياسية .. طبيعي أن يرد الحاج بما تشتهيه نفس العوضي .... فحين يطرح إمام جماعة الكاظمية السيد حازم الاعرجي لاءات لها أدلة في القران الكريم ، وتؤكد عليها الرسائل العملية للفقهاء الشيعة والسنة لا يعني إنها غير صحيحة وإنها ليس لها أهمية شرعية واجتماعية ... ولا مقارنة بين شارب الخمر والإرهابي الذي يقتل الأبرياء ، فكل منهما مذنب بدرجة معينة للقران فيه أحكام , وكذلك المرأة السافرة إذا كانت تعرف الحكم الشرعي وحقيقة حكمه فهي كافرة لا عمل عبادي لها إذا كانت تصلي وتصوم ... كما إن المرأة التي ترتدي حجابا وتشد حزاما ناسفا حول صدرها هي أسوء بكل المقاييس الشرعية والإنسانية ... وأخيرا أقول للأخ الفاضل هاشم العقابي ومن خلاله لجميع الناس إن الخير عنوان يحبه الناس مؤمنهم وكافرهم ونحن نعتقد إن القران الكريم ذكر أحكامه وألزمنا أتباعه ... والشر بكل تفاصيله عنوان يكرهه الأشراف والإنسانيون ..فلا يمكن أن نعتبر الخمار والمرأة المتبرجة حمامة سلام وعنصر أنساني دون غيره .. فمن عرف الحق عرف أهله .. تحياتي .....
الشيخ عبد الحافظ البغدادي الخزاعي