ولا يمكن أن نقرن الإساءة لشخص النبي {ص} التي قامت بها الولايات المتحدة بمساعدة إحدى المحميات الخليجية بدعم مالي من أميرها مباشرة، أن نقرنه بردة فعل إلهية ضد المواطنين الأمريكيين ، مع علمنا ومعرفتنا للغاية السيئة التي تقوم بها الولايات المتحدة وإسرائيل وأذنابهم من الأعراب ضد كل ما هو أسلامي على مستوى الدول الإسلامية أو الأشخاص ، إلا إننا حين نلوي جيدنا إلى تراث بنينا {ص} الذي يمثل قمة الإنسانية التي لا يعرفها حكام الدول الاستكبارية والمنظمات الماسونية التي تقود العالم ،فأننا نرى حرص نبي الإسلام على تربية أبنائه على معاني الأخوة والإنسانية ، وحذرنا من كل ما يتنافى مع هذه الرابطة أو ينتقص منها فالأمريكان إما أخوة لنا في الدين أو نظراء لنا في الخلق ، ولا يحق لنا شرعا أن نظهر ما يوحي للآخرين بسذاجة عقولنا وضعف عقيدتنا بما تضر بهذه الرابطة الإنسانية ..
تلك صفات غيرنا ، وقد حذرنا الله منهم ووصفهم بقوله:{ إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً} كان النبي{ص} يتعوذ بالله من شماتة الأعداء { يتعوذ بالله من جَهْد البلاء ، ودَرَك الشقاء ،وسوء القضاء ، وشماتة الأعداء} ولا نستبعد إن إخواننا في الدين ممن فرحوا وكتبوا في مواقع الفيسبوك تشفيا بأمريكا يكتبون ضدنا في العراق غالبا حين تحل بنا كوارث ونكبات ويهدون لنا مفخخات ...!!
فمن الأمور المهمة للمجتمع المسلم أن يؤدب أبناؤه على الفرح بفرح بعضهم ، والتألم والحزن لما يصيبهم ، وقد ورث شيعة أهل البيت{ع}هذا المبدأ عقائديا من أأمتهم ، شيعتنا خلقوا من فاضل طينتنا ، يفرحون بفرحنا ويحزنون لحزننا.. غير إن التاريخ يحمل بين طياته شخصيات فرحوا وشمتوا بالفجائع التي حلت بآل رسول الله {ص} رغم علمنا إن المذاهب الاسلامية لا تميل إلى هذا الاتجاه بل هو تصرف فردي من هنا وهناك محسوب على جهات معروفة .. هذه جولة سريعة في التعاليم الدينية يقول رسول الله {ص}" لا تظهر الشماتة لأخيك فيرحمه الله ويبتليك " وهذه قمة الأخلاق ....
غير إن الغريب في الأمر هو التصويت العربي على كارثة ساندي بأمريكا {وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ* وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ} وهي التعليقات التي كتبت على الأخبار الواردة من نيويورك ونيوجرسي والمدن التي ضربها الإعصار .. ٩٩% من الكتاب وفي مناطق متفرقة ، بشمال أفريقيا وجنوبها ، وأبناء قارة أسيا بما في ذلك منطقة الخليج العربي والسعودية ولبنان وإيران ، والجاليات العربية والإسلامية في أوربا ، {{كلهم تشفوا بأمريكا}} وهذا تصويت شعبي عام يدل على كره الولايات المتحدة الأمريكية، لا يمكن تجاهله لأنه حقيقة ناصعة ، ولم تنفع الأصوات المتعقلة التي حاولت تعديل الموقف تجاه من تصيبهم الكارثة الكونية .. وهذا درس عملي أن تتعلم منه أمريكا وتراجع مواقفها العدائية للإنسانية والإسلام ، في فلسطين ولبنان وإيران والعراق وسوريا والبحرين ومصر .. ولتعلم الإدارة الأمريكية بحزبيها الجمهوري والديمقراطي ، إن الأجندات الإعلامية التي نفذتها خلال عقود طويلة كانت خاطئة ،أرادوا أن تتغلغلوا في عقول المسلمين لتكون أمريكا مرجعا سياسيا لهم ، ولكنها سياسة طارت مع إعصار ساندي . والمناسبة كانت تصويتا بدون تنظيم ولا دعم حكومي ..ومن لا يعقل، مؤكدا أن أكثر حماقة من غيره ..
الشيخ عبد الحافظ البغدادي الخزاعي