لقد تفاعلنا كثيرا مع ما يحدث في الساحة العربية والمنطقة ووقفنا مع ثورات الشعوب الحرة التي انتفضت بوجه طغاتها وحكامها الفاسدين دون أن ننظر إلى خلفية هذا الشعب في الدين أو المذهب أو شخصية هذا الحاكم أو ذاك بيدَ أننا كنا ولا نزال ننظر فقط إلى مطالب هذه الشعوب المغلوب على أمرها وهي مطالب مشروعة لأنها جاءت لأجل تحقيق الحرية والكرامة والعزة وخاصة بعد أن اكتشفت هذه الشعوب أن حكامها يكذبون عليهم وأنهم فارغون لا قيمة لهم ولا كرامة وجبناء فاسدون لا مروءة عندهم وما هذه الألقاب التي ألصقوها بأنفسهم إلا هي عار وشنار عليهم وسُبة لهم فحين يتحدثون عن البطولة تراهم أضعف الناس وأجبنهم فلربما انهزموا من عدو استعدوه لإغراض شخصية وكان الشعب هو الضحية ثم هرب القائد الشجاع!!!وولى الدُبر!!! وعُثِر عليه في حجرة عفوا في حفرة نتنة تاركا شعبه يُلاقي مصيره المحتوم وربما انهزموا من غضب الجماهير كما حدث في تونس ومصر ويحدث في ليبيا والبحرين وقبله في دول أخرى وفي النهاية سيخرج هذا القائد الفذ من حفرة لا تختلف عن حفرة قائد العراق السابق!!! ومع هذا يسمونه بطلا قوميا ويسمونه قائد امة ويسمونه بأسماء لا تنسجم مع واقع هؤلاء الحكام وأخلاقهم باعتبار أنهم لم يحموا ويحفظوا بلادهم فكيف يدافعون عن بلاد غيرهم ومن اجل هذه الوقائع بدأت الشعوب العربية الحرة ترفض هذه الاسطوانة المخرومة وتمجها لأنها اكتشفت أنها كانت تتحدث عن سراب سرعان ما تبخر وانتهى ولأن هؤلاء الحكام كانوا سببا في تأخر الشعوب وفقرها وجهلها وانعدام أهدافها ومشروعها ولعل ذلك يعود إلى الاستبداد السياسي الذي تبنوه والانغلاق الثقافي وغياب العقل العلمي والحركي والنقدي وسلطة العوام والجهلة وهيمنة العواطف الزائفة والفقاعات الفارغة والغياب المطلق إلى آلية صحيحة في مراجعة الخطط والأخطاء التي يقع بها الحاكم إضافة إلى عدم إدراك المتغيرات النوعية الجديدة التي تطرأ على الحضارة الإنسانية المتمثل في التقدم العلمي بكل أنواعه وأشكاله وتوهم بعض الناس بالخير المطلق الذي يقوم به الحاكم وتزكية ذواتهم وتجريم الآخرين فالمواطن حينما يهرب من ساحة المعركة لأي سبب يُعدم بالرصاص بتهمة الخيانة العظمى والقائد حينما يهرب من ارض معركة تسبب بها هو ثم يهلك يكون شهيدا وبطلا خالدا أي مفارقة فارغة هذه التي نريد أن نسوقها لأناس يعيشون هذه الطفرة العلمية الهائلة أقول لهذه الأسباب الموضعية تحركت الشعوب لإسقاط حكامها وما يحدث في بعض الدول العربية اليوم ألقى بظلاله على العراق ولكن كان هذا الظلال ظلالَ وقفٍ لنزيفِ الدم العراقي الذي كان يتسبب بإراقته بعض إخواننا العرب والأجانب عن طريق دعم فاضح للجهات المسلحة من قبل هؤلاء والذي يعرفهم الشعب العراقي
الم تنتبهوا أيها العراقيون أن جرائم العنف قد اختفت عن ساحة العراق نسبيا منذ أن اشتعلت هذه الثورات ابتدأ بثورة تونس وانتهاءا بمظاهرات سوريا وانشغالا لأهل الخليج العربي بمشاكلهم الداخلية وخوفهم من هيجان شعوبهم عليهم بسبب عمالتهم وفسادهم حيث كانوا السبب الأول في احتلال بلاد العرب حينما حولوا ارض العرب إلى قواعد أمريكية وأجنبية سؤال يطرح نفسه والجواب يحتاج إلى صراحة ومكاشفة نعم لقد خف العنف بنسبة ما ولكن أتدرون ما هو السبب؟؟؟ لأن هؤلاء الحكام الفاسدين المجرمين قد انشغلوا بمشاكلهم الداخلية والذين كانوا عن طريق مخابرات دولهم يبعثون بالإرهابيين والمرتزقة إلى العراق و الذين يدخلون العراق لزعزة وضع العراقيين وإثارة الفتن الطائفية بيننا واليوم أشغلهم الله بأنفسهم فالحفرة التي حفروها للعراق وأرادوا أن يقع العراقيون بها وقعوا بها.
وبدأ شبح الطائفية يلوح في أفق بلدانهم ويغزو ديارهم وهذا والله لا نتمناه لشعوبنا العربية والإسلامية بل هذا ما كنا نُحذر منه أن نار الفتنة إذا اشتعلت فسوف تعم الجميع وصدق الله إذ يقول(وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)
لقد انكشفت اللعبة ووضح الأمر بأن بعض دوائر المخابرات العربية والمصرية كانت وراء تجنيد رجال انتحاريين وإرسالهم إلى العراق لخلق مشاكل طائفية ولإفشال العملية الديمقراطية في بلدنا وقتل أبنائنا ولأنهم يخشون من ذلك ويخشون من نجاح هذه العملية السياسية التي أصبحت قاب قوسين أو أدنى بسبب ما يخطط لأجل إسقاطها ومسؤوليتكم أيها السياسيون في العراق أصبحت مضاعفة فلابد لكم أن تراعوا حقوق الشعب العراقي وتنفذوا مطالبه المشروعة حتى لا تُستهدف هذه العملية بحجة أنها فشلت وانتم تتحملون المسؤولية كاملة تجاه الشعب والتاريخ .قفوا واسمعوا إلى مطالب الشعب ونفذوا ما استطعتم على وجه السرعة وبينوا خططكم الإستراتيجية لأجل بناء العراق وطرق القضاء على البطالة وإعانة الشباب ومحاربة الفساد ومحاسبة المقصرين فإذا كنتم كذلك فنحن معكم معكم وإذا كنتم خلاف ذلك فنحن مع أبناء شعبنا بالمطلق لان الشعوب باقية والحاكم يذهب ويأتي غيره ومن نعم الله على العراق أن ليس فيه رجل واحد يستطيع أن يقول أنا قائد العراق أو بطل الأمة بل هناك ثلة من العراقيين يشتركون ببناء العراق ونجاح تجربته
فالحمد لله أننا نستطيع اليوم أن ننتقد أي مسؤول في الدولة العراقية بالطرق المشروعة إذا قصّر في عمله وتهاون في حقوق المواطنين وصح الخبر الذي يقول رب ضارة نافعة لان ما حدث في الوطن العربي جعل الحكومة العراقية تراجع نفسها وتعيد حساباتها وتعد إخفاقاتها وتصلح شأنها وتوفي مع شعبها واحذروا غضب الشعب عليكم واصدقوا معه.
الشيخ الدكتور خالد عبد الوهاب الملا
عضو التحالف الوطني
رئيس جماعة علماء العراق في الجنوب
الجمعة، ٢٠ ربيع الثاني، ١٤٣٢،٢٥/٠٣/٢٠١١ ١٢:٣٣:١٩ ص