لكن الشيطان الرجيم وأعوانه المنافقين كانوا حاضرين أيضا ذلك اليوم ألذي قال ألله فيه (( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الأسلام دينا )) اليوم ألذي بدونه لايكمل الدين فكيف لايكون عيد ألله الأكبر واليوم ألذي فيه تمام النعمة الإلهية فكيف لايكون أفضل نعمة وهبها ألله لعباده واليوم ألذي أرتضى لنا ألله الأسلام دينا فبدونه ماكان ألله ليرضى للأسلام أن يكون دينا وأي دين ذلك ألذي بدون علي لايرتضيه ألله ...
نعم كان الشيطان الرجيم وأعوانه من الانس والجن حاضرين وأخذوا يخططوا لطمس معالم هذا اليوم من خلال وضع المكائد والتشكيك بكلام رسول الله الذي هو كلام الله وقد بان منذ ذلك اليوم جليا نفاق القوم وحسدهم وطمعهم في اخذ ذلك الحق الإلهي من رجل وصفه ألله تعالى على لسان نبيه الكريم بأنه الإيمان كله ( وليس جزء من الإيمان ) حيث قال رسول ألله صلوات ألله عليه في يوم الخندق عندما برز أمير المؤمنين لعمرو بن ود العامري قوله المشهور (( برز الإيمان كله للشرك كله )) والرسول كما أسلفنا لاينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى أي أن ألله سبحانه وتعالى هو ألذي وصف عليا بالإيمان كله فأنظر وأحكم أيها العاقل ...
إن يوم الغدير هو يوم ألله لأن لله كانت كلمة الفصل حيث قال لرسوله الأمين (( ياأيها الرسول بلغ ماأنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته وألله يعصمك من الناس )) ...
هناك ربط واضح جدا بين هذه الآية الشريفة وبين الآية (( اليوم أكملت لكم دينكم .... )) حيث أن آية التبليغ نزلت قبل آية أتمام النعمة وكلا الآيتين كانت تعبر عن أن هذا الأمر العظيم هو أمر لابد من الرسول أن يبلغه وإلا لكان الدين ناقص دون أكمال مع بيان أنك يارسول ألله إن لم تبلغ هذا الأمر فمابلغت رسالة الله السماوية وأن ألله سينجيك من خطر المنافقين ألذين يتربصون بك وبهذا الدين الحنيف ...
وأخيرا نقول لكل محبي أمير المؤمنين تعالوا نجعل من هذا اليوم يوما للتصالح والتكاتف والتنازل عن كل مايجعلنا متفرقين مشتتين يستغل أعداء الدين تفرقنا وشتات كلمتنا ونخص بالذكر الاخوة السياسيين فنقول لهم من يدعي حب الوصي وإبن عمه كان لزاما علين أن يحذو حذوهما ويقتدي بسيرتهما ويقدم مصلحة الدين قبل مصالحه وأن لاينقاد لكلام المنافقين ونحن اليوم بحاجة ماسة الى يوم تجتمع به الكلمة ونهدا فيه النفوس من خلال تطبيق قوله تعالى (( وأعدوا لهم ماأستطعتم من قوة )) فهل ياترى أعددنا تلك القوة ألتي أمرنا ألله بأعدادها أم أننا عاجزين عن اعداد قوة معها ينتصر الحق ويعلو شأن المؤمنين
فسلام الله عليك أيها الوصي البر التقي.. السلام عليك أيها النبأ العظيم.. السلام عليك يا وصي رب العالمين...
نسأل الله أن يثبتنا جميعا على هذا النهج.. ويرسخ حب أهل البيت في قلوبنا.. لنجدد هذه الذكرى كل عام.. ونأمل أن نجدد هذه الذكرى في العام القادم ونحن في حال ٍ أفضل من هذا الحال...
نسألكم الدعاء في هذه الأيام المباركة.. وكل عام وانتم بألف خير.