ان المعطيات السياسية التي تسود الساحة العربية غيرت الكثير من الستراتيجيات وبدلت وجهات النظر حيث دخلت حسابات جديدة يمكن ان تغير الخارطة المرسومة سابقا الى خارطة جديدة تتناسق مع الوضع الحالي ومدخلاته فالثورات والانتفاضات العربية التي خرجت عن سيطرة الغرب على وجه العموم والولايات المتحدة على وجه الخصوص فبعضها ما يمكن توجيهه والتعامل معه ورسم سياسة جديدة يمكن استثمارها لتحقيق المصالح مثل ليبيا ومصر وتونس وما هو ضمن اطار المتوقعات مثل الوضع في الخليج واليمن وسوريا ودول اخرى وحتى العراق جعل الامريكان يقفون على اعادة برمجة خططهم في هذه الدول ولان ثقل المصالح الامريكية وتواجدهم في منطقة الخليج لا بد ان تكون جادة في التعامل مع الامور بصيغ تضمن لهم المصالح المستقبلية وتأمن تواجدهم في اكبر منطقة اقتصادية ونفطية في العالم اضافة الى انها تمثل منطقة تحدي كبير للوجود الامريكي الذي يرعى هذه المصالح ان ميزة وجود النفط في منطقة الخليج اعطاها هذه الاهمية وباعتبارها تغذي معظم الدول الصناعية والولايات المتحدة والتي لها اثرها على توازن السوق العالمية اضافة الى الجانب السياسي او الفكر السياسي فان في هذه المنطقة من يمثل السياسة الامريكية وذلك بتبنيه فكرا سياسيا ودينيا لايتعارض مع معها بل يضمن وجودها وفي نفس الوقت وجود الفكر المناهض للسياسة والوجود الامريكي وهذه الميزات اعطت اهمية عظمى للمنطقة مما جعلها باستمرار تحت المجهر السياسي ومتابعة أي تغيرات يمكن ان تطرأ ومحاولة السيطرة عليها .
ومن المحاور المهمة العراق الذي يعتبر محطة من محطات الوجود الامريكي ولكن هذا الوجود الزم نفسه باتفاقية خروج القوات في نهاية ٢٠١١ مما يعني تضعيف الوجود الامريكي في اخطر منطقة وهو العراق والذي يعتبر من الدول التي يعول عليها اقتصاديا باعتبارها من الدول المصدرة للنفط وايضا لوجود الفكر الشيعي المناهض للسياسة والوجود الامريكي ومن جانب اخر يعتبر عمق وامتداد لايران كل هذا يجعل المنظر الامريكي يعيد حساباته في الاتفاقية الامنية التي ابرمها ولكن ليس هناك امر مستعصي والبدائل متوفرة ولاتحرجات في السياسة ويمكن التنصل من هذه الاتفاقية وذلك بافتعال الازمات وخلق الصراعات التي تحتاج الى تواجد للقوات الامريكية اضافة الى بعض الدعوات التي تطالب ببقائهم وتفرض الامن والامان وتحمي العراقيين من انفسهم وايضا التدخلات لبعض الكيانات التي ستتخذ من السلاح منهجا باسم المقاومة وهذه بحد ذاتها ذريعة للبقاء . ان الساحة العراقية اليوم مفعمة بالصراعات ومن الممكن ان تتطور بشكل سريع نحو الاسوء فعوامل الانشقاق وتردي الاوضاع موجودة والامريكان سيستثمرون ذلك .( وذكر عسى الذكرى تنفع المؤمنين ) والحذر يقيك الضرر.