أما كلمة ركن :.. الركن حين يميل المرء إلى شيء ويثق به .. يستأمنه .. والركن ما يقوي على المنعة والعزة .. يقال فلان ركن قومه ، أي شريف من أشرافهم .. وقوله تعالى { وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ} الركن هنا الحائط الذي يقف عليه السطح ، بمعنى لا تكونوا جدران يقف عليكم الظالم .. فالركن يعني القوة والمنعة كالقواد للجيش يسمونهم هدى، أو مكان اجتماع القواد ، ويسمى الركين هو المكان الثابت والجبال العالية تسمى ركن { نفس المصدر ص ٢٧٨}
أما كلمة الهدى فأنها جمعت كل الخير في القران للدنيا والآخرة ، كل عطاء رباني إلا واصطلح عليها القران بكلمة هدى ،قال ابن الأنباري: "أصل الهدى عند العرب: التوفيق". وقال ابن عطية: "الهداية في اللغة: الإرشاد، لكنها تتصرف على وجوه، يعبر عنها المفسرون بغير لفظ الإرشاد .. أما مفردات القران ،قال الراغب: الهداية: دلالة بلطف، ومنه الهدية. وخُص ما كان دلالة بـ (هديت)، وما كان إعطاء بـ (أهديت)، نحو: أهديت الهدية، وهديت إلى البيت.
وتوارد معنى الهدى في آيات عديدة ، فحدث ولا حرج بلغت الغاية في الاهتمام بموضوع الهدى والاهتداء؛ وتعددت اشتقاقات اللفظ في القرآن، بحدود مائتين وخمسين موضعاً، وجاء بصيغ متعددة ومتنوعة. منها قوله{ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين} وقوله{وكفى بربك هاديا ونصيرا} ، وقوله سبحانه: {فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا}...
وجاء فعلاً مضارعاً في تسعة وأربعين موضعاً، منها قوله تعالى {ويهدي به كثيرا} وقوله سبحانه: {إلا أن يُهدى} وقوله تعالى: {ولا يهتدون سبيلا} وجاء فعلاً ماضياً في سبعة وثلاثين موضعاً، منها قوله تعالى: {وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله} وقوله سبحانه: {والذين اهتدوا زادهم هدى}..وجاء فعل أمر ثلاثة مواضع: أولها: قوله تعالى: {أهدنا الصراط المستقيم} {وأهدنا إلى سواء الصراط} .. وثالثها: قوله تعالى: {فاهدوهم إلى صراط الجحيم} ..
خلاصة البيان ما من كلمة خير ورحمة وعلم ومعرفة إلا قرنها الله تعالى بكلمة هدى ..{أولئك على هدى من ربهم} وقوله تعالى )إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) (القلم:٧)
حين سقط أمير المتقين عليُ {ع} في محرابه مغدورا بسيف عدو الله عبد الرحمن بن ملجم .. وردت رواية إن أهل الكوفة أيقظهم صوت هاتف بين السماء والأرض ينادي { تهدمت والله أركان الهدى} ..فأي سنخ أنت يا علي ..؟؟؟