· العلاقات الخارجية ، بين الدولة والدول الأخرى ، أو الجهات الأخرى : من منظّمات وأحزاب ، وهيئات دولية .. تقوم على الاحترام المتبادل ، والمعاملة بالمثل ! وأيّ تدخّل في الشؤون الداخلية ، للدولة ، من قِبل جهة ما ، إنّما هو خروج عن أطر الاحترام الواجب !
· ما ترفعه الدولة من شعارات ، في ميادين العلاقات الخارجية ، بينها وبين الجهات الأخرى ، خارج الدولة.. هو ما يجب أن ينظر إليه الآخرون! لأنهم معنيّون به ، وحدَه ، من كل ما تمارسه الدولة المعنيّة ! فإذا كان جيّداً ، وبرّاقاً ، فنِعمّا هو ، وعلى الآخرين التعامل ، من خلاله ، مع الدولة المعنيّة !
· ثمّة علاقة شبه ثابتة ، في السياسة الراهنة ، اليوم ، في دول كثيرة .. بين شدّة الفساد داخل الدولة ، وشدّة البريق في الشعارات الخارجية ، التي تطرحها أمام العالم ! فكلّما كان الحكم أكثر فساداً وتسلّطاً وظلماً ، وإجراماً بحقّ شعبه .. كانت شعاراته الخارجية ، على المستوى القومي ، أو الدولي ، أو الإسلامي .. أكثر تألّقا وبريقاً وخداعاً ! أمّا الحكومات التي تحترم شعوبها ، وتتعامل معهم من خلال القيم الإنسانية النبيلة .. فلا ترى أنفسها بحاجة إلى مخادعة العالم ، بشعارات زائفة برّاقة .. لأنها تحترم أنفسها ، وتربأ بها عن أن تضعها ، في مواضع الهزء أو السخرية ، أو المخادعة أو التضليل ، أو المتاجرة الرخيصة بالشعارات !
· الطريف : أن الحكومات القمعية الفاسدة ، التي تمارس أنواع الخداع والتزييف ، بشعاراتها البرّاقة ، تَعدّ الخداع والتزييف والتضليل ، والمتاجرة الرخيصة بالشعارات .. تَعدّ هذا ، كله ، نوعاً من الذكاء والبراعة ، والفهلوة والشطارة !
· والأطرف من هذا : أن بعض الناس ، في الدول الأخرى ، الذين يحبّون أن يسمعوا الشعارات البرّاقة .. يطربون لهذه الشعارات ، حتّى وهم يعلمون أنها ، كلها ، كذب ودجل ، وخداع وتضليل .. فسبحان الله.....
الدكتور
يوسف السعيدي