هذا الفيلم تذکرته و انا أتابع قصص الحکام و الزعماء من ال يعرب الذين ترفضهم شعوبهم لکنهم يصرون على البقاء في مناصبهم و يبتغون تغيير و قلب الحقائق و تزييفها من أجل رغبتهم المريضة السادية تلك، وقطعا أن هذه الثلة"الفريدة"في عالمنا الثالث"الذي کان نائما و إنتابته صحوة ليست کأي صحوة أخرى، يواجهون واحدة من أصعب مراحل حکمهم و يعيشون اوقات صعبة و بالغة التعقيد لکنهم و نظرا للبنية الرديئة لأنظمتهم و مستشاري و ناصحي السوء واللصوص الذين يحيطون بهم، فإنهم يمنون أنفسهم و يعيشون على أمل أن تمطر السماء يوما حجرا أبابيلا فترمي المعارضين لهم بحجارة من سجيل فتعجلهم کعصف مأکول، لکن هذا التصور هو جانب من القضية...، او بکلمة أخرى الجانب الايجابي الذي هو طبعا لصالح الحکام و زعماء"القسر و الاجبار"، غير انه وفي نفس الوقت هناك أيضا جانب تصوري آخر من احلام هذه الثلة، وهو الجانب السلبي، عندما يفکرون بسيناريوهات نهاياتهم، ومن يدري، فلعل بعضهم قد شاهد ثمة أحلام تنبئه او قد تصور له جزءا او شيئا من الآتي المظلم الذي ينتظره، او قد يکون قام بعضهم بعملية استخارة او"فتح فأل" او أي أمر آخر من هذا القبيل، وطبعا هذا الجانب هو في الحقيقة الجانب الواقعي الذي يمکن الرکون إليه و إعتباره بمثابة البوصلة الحقيقية الموجهة للاحداث، لکن الذي لاشك فيه، هو أن الحكام من ال يعرب ...يعيشون هاجس رعب دائم تدفعهم لکي يتوجسون ريبة من کل شئ، ولو کان بإستطاعتهم ولکي يهنأ بالهم...، لأصدروا أوامر بإعدام الهواجس السيئة التي تنتاب أفکارهم و مخيلتهم، انهم أنواع غريبة من البشر، نوعية کانت تتواجد في اوربا قبل الثورة الصناعية أما الان فصارت بمثابة هوامش في ذاکرة التأريخ، وليس کما هو الحال في أوطاننا عندما أضحت هذه الثلة المريضة تهمش شعوبا کي تبقى في القمة، واليوم فتح حساب لايمکن إغلاقه إلا بإقصاء هذه النماذج المتغطرسة المعتاشة على حرية شعوبها......
الدكتور
يوسف السعيدي