ما يقرح القلب فعلا انك تعيش في بلد لا تعرف فيه مصيرك ، فالجميع لا يثق بالجميع ، والكل لا يعترف بالجزء والجزء منفصل عن الكل ، واغلب المصاديق على الارض تؤكد ان هناك خللا كبيرا يلف الوضع برمته ، المواطن البسيط يلحظ هذا الشيء كل يوم ، فما معنى ان تنتظر في طابور طويل كل يوم وتحت وطأة الشمس المحرقة ، لتمر من خلال نقطة تفتيش وبعد ساعة من الانتظار تمر بالقرب من رجل النظام فلا يعبأ بك ولا يدري هل انت ارهابي فعلا ام انك مواطن مسالم جل ما تريده الوصول الى بيتك وكل ما تحمله ( علاكة فواكه) ؟ ، وما معنى ان تتكرم دولة البترول على المواطن بنصف كيلو عدس في شهر الخير والبركة ربما سيتسلمها المواطن بعد العيد ليصنع منها حساء المواطنة الذي لا يمكن صنعه الا بهذا العدس المقدس ؟ ما معنى ان يفوق عدد افراد القوات الامنية في البلاد اعداد القوات في عموم المنطقة وتستطيع القاعدة ان تفجر في اي زمان ومكان متى شاءت ؟ وما معنى ان تفقد كل يوم شخصا عزيزا عليك بتفجير مفخخة او عبوة ناسفة وضعها ابن زنا في طريق عودتهم .
بلد لا تتأمل فيه الخير الا رحمة الله ، ابتلينا بقوم لايعرفون شيئا عن الحكم والسياسة ، تعلموا فقط اسوء شيء فيها وهو الاحتيال والنصب والفساد ، ولم يتعلموا ان السياسة هي خدمة الناس وتوفير الافضل لهم من خلال بذل جهود كبيرة لتحقيق هذا الغرض النبيل ، اعتقد ان ساستنا اليوم ليسوا مؤهلين لقيادة فصيل من الماعز فضلا عن بلد مترامي الاطراف ، فاتركوها لغيركم وارحلوا لعل الله يجعل الخير على ايديهم ، ووالا فستلاحقكم لعائن الله الى يوم يبعثون .
ارجوا ان يكون هذا الشهر الفضيل مدعاة لان يراجع الناس افعالهم واقوالهم علهم يرتدعون ويعودون الى رشدهم فان الله غفور رحيم وليستثمروا هذا الايام المباركات ويتوبوا الى الله توبة نصوحا ، فان الله تواب رحيم .