بلا شك ان العراق اليوم دخل انفاق جديدة ومظلمة، ومتاهات سياسية وامنية كبرى بعد استقالة بعض قادت القوى الامنية، وتصريحات المسؤولين الطائشة التي لا تعبر عن وجهة نظر حقيقية لقيادة البلد، ولا تتناسب مع حجم التحديات القائمة في المحيط العربي والاقليمي، حيث استعرض رئيس الوزراء، والقائد العام للقوات المسلحة، ووزير الداخلية، والامن الوطني .... الخ جمله من القضايا والتي لم يستعرض كثيرا عن ما حصل في مسرحية سجني (ابو غريب والتاجي ) حيث اخذت حيزا كبيرا من الجلسة المشكلة الأزلية بين حزب الدعوة، والتيار الصدري، صاحب الفضل الكبير والذي منح السيد رئيس الوزراء اربعين مقعد واعادوا اليه كرسي الرئاسة مرة اخرى في مؤتمر اربيل، ووقفوا معه في كثير من المواطن والقرارات.
ما لذي حدى برئيس الوزراء في لقاء امس الاول يتكلم بمرارة وحرقه قلب مملوء قيحا من ذلك التيار صاحب الهدية الكبرى التي اعادت اليه ما يطمح له، وقد طرح كثير من الامور والقضايا الخطرة، والغير أخلاقية، ولا تتلاءم مع منهج وادبيات الاسلام الحنيف، حيث قال التيار الصدري من قام بالعنف في كربلاء ١٥ شعبان والتي تصادف ولادت الامام الحجه (عليه السلام ) وقتلوا وحرقوا اروقة الأضرحة المقدسة، وتابع قوله في محافظة البصرة وعمليه صولة الفرسان التي قضت على كثير من قيادات التيار الصدري هناك، وحادثة مقاهي الكرادة وما رافقها من احداث واخرها هروب مئات السجناء من سجني (ابو غريب والتاجي) جميعها هذه الاحداث القيت في جعبت التيار الصدري من خلال ما تفوه به القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي، لا سيما وان السيد مقتدى الصدر في بيان له، ان الحكومة تلفظ انفاسها الاخيرة.
ان هكذا امور في غاية الخطورة، وسوف تفتح لنا عدة ابواب وجمله من التساؤلات لا سيما وان قواتنا الأمنية في تراجع وانهزام كبير امام المجموعات الارهابية، والتي تجاوز عددها اكثر من مليون عنصر امني، ولكن نجد تراجع كبير وعدم تطور للخطط الأمنية، ان عدم الاعتراف بالخطة والتكابر امام الاعلام والقاء التهم وتبرأت النفس، لا يحل مسالة الامن، والصحة والخدمات الاخرى، اليوم البلد بحاجه الى رؤية واضحه ومشروع وطني كبير وحل للخلافات حل جذري ووقفه جادة...