عندما تكون الظروف في بلد ما مشابهة لما يجري في العراق ، فان الامور تبدو اكثر سوداوية لما هي عليه ، فلا يعود الحزن كما هو ولا الفرح كذلك ، كل شيء سيكون قريبا الى اليأس ، الى القنوط والملل ، لا اعتقد ان ظروفا امنية وخدمية واجتماعية تشبه ما يمر به العراق هذه الايام ، عدد الايتام في تزايد وكذلك عدد الارامل ، الامر الطبيعي الذي يعقب سقوط شهداء بالجملة ، وضع اعتيادي جدا يخلفه انفجار عدد هائل من السيارات المفخخة ، ففي بلد يبلغ تعداد رجال الامن فيه الى المليون يصبح من السهل جدا تفجير عشرات المفخخات في يوم واحد! ، ولكي نكون منصفين فان الـ (مليون) رجل امني ليسوا جميعهم متواجدين في وحداتهم ، فهناك الفضائيون ، وما ادراك ما الفضائيين ، الفضائيون يكلفون الدولة مليارات الدنانير شهريا، ويساهمون بشكل كبير في اثقال كاهل الجنود المتبقين في وحداتهم والذين لا يدفعون للضباط (المقسوم) لذا فان الواجبات تقسم على من تبقى من المساكين فتكون (خفارة) الجندي ٦ ساعات بدلا من ساعتين لسد النقص الحاصل نتيجة تسرب الجنود الذين يدفعون لضباطهم ، ما يسهل عملية اغتيالهم بالكواتم او تجاوز نقاط التفتيش من قبل الارهابيين وقتل المزيد من العراقيين ، وتزايد عدد الشهداء الذي يؤدي بالنتيجة الى تزايد عدد الايتام والارامل .
الوضع الامني مترد ، والسبب هو عدم وجود خطط عملية كفيلة بردع الرهاب ، فضلا عن عدم وجود حلول سياسية ناجعة ، او حتى بدائل حلول سياسية ، ليست هناك خطة واضحة للتصدي للارهاب او خلق توازن بين الامرين ، الحل الامني والحل السياسي، وبالتالي فان الوضع بالعراق عاد قاتما جدا ، واعداد الارامل بازدياد فضلا عن اعداد الايام ....... وهذا هو حال العراق ، انه يدور بحلقة مفرغة .