وتتيقن ايضا ان سيارات الدفع الرباعي المنتشرة في شوارع البلد لم تأت من فراغ ، فبعضها يبلغ سعره اكثر من ( عشر شدّات) والشدة كما تعلمون تساوي ١٢ مليون دينار عراقي ، اي ان سعرها ١٢٠ مليون دينار ، بمعنى ان من اشتراها يجب ان يكون راتبه اكثر من عشرة ملايين دينار لكي يستجمع هذا المبلغ في سنة ، بصرف النظر عن مصاريفه الاخرى فلو كان ولده يصرف على فاتورة التلفون ملايين الدنانير ، وولو ان آخر يشتري لاحدى بناته (اولويز) بمليونين ، ويعيّن لها مدرس خصوصي بسبعة ملايين دينار ، وجهاز موبايل حديث بالف وخمسمئة دولار ، وربما يستهلك بعضهم مئات الالاف شهريا لشراء (بطالة الواين) لسهراته ولياليه الحمراء ، لو صادف انه دفع كل هذه (المستحقات) لوجب ان يكون راتبه الشهري ٢٠ مليون دولار ، وهذا مستحيل اذ ان هكذا رواتب لا يتقاضاها الا (الراسخون بالنهب) والبرلمانيون ، ولكن عدد سيارات الدفع الرباعي ذات الشدات العشرة اكثر من عدد النواب مضروبا في عدد المحافظين زائدا عدد اعضاء مجالس المحافظات × ٩ ، ما يعني ان هناك ناهبين غير الذين نعرفهم وهم الذين يستطيعون شراء سيارات الدفع الرباعي والاولوايز والاجهزة النقالة الفاخرة وفواتير التلفون في شهر واحد ، وعند تطبيق شعار من اين لك هذا على هؤلاء ، واجلاسهم على الكرسي الذي يشتمل على (بطل) في وسطه ، اعتقد انهم سيعترفون بسرقاتهم (الشرعية) نعم ، لا تستغربوا فالبعض حلل السرقة بهذه الطريقة تحت شعار (شعرة من جلد خنزير) ولا اعلم ما المقصود بالخنزير ، هل هي الدولة العراقية ؟ ام هو الشعب ،؟ ام ميزانية الدولة التي لي فيها حق كما لكل العراقيين فيها حقوق ، البعض الاخر برر سرقاته ( شرعيا ) بانه يمثل الجهة التي تمثل الله في الارض وان ما يأخذه من اموال بهذه الحيل انما استرداد لمال الله سيصرفه في مواضعه الحقة بدل ان يذهب الى موارد غير معلومة ، بعض آخر وليس اخيرا يعتقد ان عليه ان يسرق هذه الاموال لانها لو بقيت لسرقها غيره ، فينقضّ عليها كما ينقضّ الاسد الهزبر على فريسته .
نعم هذا هو العراق اليوم وهذه هي حالته مع الاسف ، ولولا ان فيه بعض الاخيار من الذين يعرفون الله حق معرفته لانزل الله علينا عذابا لا يعلمه الا هو ، اعاذنا الله واياكم شر هذا العذاب وجنبنا الفساد والفواتير والسرقات الشرعية ، انه سميع مجيب