ثانيا: أصل اعتراضي هو لغة الحوار التي نشم منها تطرف واضح وتسقيط لشخصية لها ثقل علمي لا ينكره احد وهو سماحة السيد كمال الحيدري ، الذي ملأت كتبه المكتبات الإسلامية وله امتداد علمي في الوسط السني الآن بفضل البحوث التي يستخدم فيها أسلوبا بارعا يجذب به جميع المسلمين للغة الحوار العلمي ... ولو كان بينك وبينه خلاف فلا داعي لنشر ذلك الغسيل على الجماهير .. ثم اختيار الكلمات لها وقع في نفوس القاريْ .. فليس صحيحا أن نطلق أقلامنا تنال من أعدائنا ناهيك عن إخواننا بهذا الأسلوب .. لا شك إن لكل زمان ظروف خاصة تستوجب اختيار مقال يشد اللحمة الإسلامية ..
وقد المني بعض مريديك أن كتبوا ضدي كلمة الشيخ الكاذب .. وأنا خطيب حسيني منذ زمن صدام حسين وتعرفني محافظة البصرة كلها رجالا ونساءً رغم ذلك أتقبل هذا الصاحب منكم على أمل أن يقرا أكثر ويطلع دون استخدام الكلمات النابية ضد مشايخ ورجال دين لا زالوا يذبون عن بلدهم وإخوانهم السنة والشيعة وبقية الأديان.. فلا يصح أن يوصفنا طلابكم بهذا الوصف ولا اعتقد انك توافق على رأيهم رغم أني رايتك ترد عليهم وتركت لهم حرية الرد كما وضحته من عنوانك ...
ثالثا : وهذه اصل المشكلة .. كلمة السيد كمال الحيدري التي مدح فيها ابن عربي صاحب الفتوحات المكية .. لا يمكن ان ناخذ هذا الراي ونعتبر السيد الحيدري ضال مضل وكانه خرج من الاسلام ... هذا راي علمي يتبناه . وكلنا نعرف ان الشيخ الوائلي عميد منبر الشيعة كان يميل دائما لعلماء سنة ينقل اراءهم على منبر الحسينيات والجوامع الشيعية وليس في القنوات الفضائية .. يقول فلان " وهو سني " له علميه رائعة ، او الطبري كاتب ضخم .. وهذا سمعه الناس مئات المرات ..! فهل يمكن ان نصف الوائلي ضال .. ثم اغلب العلماء والمراجع الشيعة ياخذون من علماء سنة في دعم قضية يعالجونها ، وهذه كتبنا مملوءة باراء فقهاء سنة , وكتابها شيعة .. فهل هؤلاء يقدسون أولئك ويجب تسقيطهم ..؟
وأخيرا اذكر لك بعض الذين اثنوا على ابن عربي وهم من جهابذة علماء الشيعة ولا ينكر علميتهم احد .. فهل يمكن أن ندخلهم تحت العنوان الذي رسمته للسيد الحيدري او هناك غايات خاصة تجاه هذا الرجل ...
أليك هذا النص :...{{ما ذكره السيّد جعفر العاملي بخصوص ابن عربي هو خلاصة رأيه فيه....." فعلماؤنا غير متّفقين في تقييم هذا الرجل؛ فبعضهم يرفعه إلى مصاف الأولياء الصالحين، كأغلب العرفاء المشهورين، وفيهم: السيّد الخميني، والسيّد محمّد حسين الطهراني(قدّس سرّهما)، وبعضهم يهبط به إلى مصاف النواصب المنحرفين، ويسمّيه بـ(مميت الدين)، كالشيخ أحمد الأحسائي وجميع تلامذته وأقطاب مدرسته،..وبعضهم متوقّف فيه، متحيّر في أمره، كبعض فقهائنا المتأخّرين، أمثال: السيّد محمّد باقر الصدر، والسيّد الخوئي(قدّس سرّهما).وكان الملا صدرا الشيرازي، صاحب كتاب (الأسفار الأربعة)، من أوائل من أحسن الظنّ بابن عربي، وتابعه على ذلك أغلب من كان له حظّ من (الحكمة المتعالية) من تلامذته ومتذوّقي فلسفته، وعلى رأسهم: الفيض الكاشاني وعبد الرزّاق اللاهيجي...
وقد قال الشيخ محمد رضا المظفر رحمه الله . في ترجمة صدر الدين الشيرازي، التي أدرجها حسن الأمين في (أعيان الشيعة): ((يكثر من النقل عن محي الدين بن عربي المتوفّى (٦٣٨هـ) في جميع كتبه، {{{ولا يذكره إلاّ بالتقديس والتعظيم}}}، كالتعبير عنه بالحكيم العارف، والشيخ الجليل المحقّق، ونحو ذلك، بل في بعض المواضع ما يُشعر بأنّ قوله عنده من النصوص الدينية التي يجب التصديق بها ولا يحتمل فيها الخطأ}
نقول: وأحياناً يقوم بنقل عبارات لابن عربي ويختمها بقوله: ويعتذر عن نقل كلامه بقول أمير المؤمنين(عليه السلام): (انظر إلى ما قال ولا تنظر إلى من قال)، ويعلّق الشيخ المظفّر على هذا بقوله: فعدّه من أئمّة الكشف والشهود، وجعله في صفّ أمير المؤمنين(عليه السلام)، ووصف كلامه بالشريف، يجعله أعظم من أن يصحّ فيه الاعتذار بأنّه: (لا تنظر إلى من قال...)!
وهو بعد لا يجعل أحداً من الفلاسفة في رتبته حتّى الشيخ الرئيس ابن سينا والخواجة نصير الدين الطوسي؛ فإنّه لا يتأخر عن نقدهما، ولا يتحرّج من تفنيد آرائهما دون ابن عربي.
إلى أن يقول: ((وأكبر الظنّ أنّ الذي أخذ بمجامع قلب صاحبنا (صدر المتألّهين) من الشيخ ابن عربي، إعجابه بآرائه في الوجود، التي قال عنها: ((لمّا نظرنا في كتبهم وجدنا منهم تحقيقات شريفة مطابقة لما أفاض الله على قلوبنا)).
وتغافل عن آرائه الأُخرى التي يختلف معه فيها، أو أنّه لم يطّلع عليها على أبعد الفروض)... هذا ما احببت ان انقله اليك سماحة الشيخ الفاضل .. وتقبل دعائي لكم بالتوفيق ...
الخطيب الحسيني
الشيخ عبد الحافظ البغدادي الخزاعي