تضاد في كل شيء ، واختلاف على اي شيء ، هذا هو حال العراق اليوم ، لست اخوض في الاسباب بقدر ما ارى واقعا يشير الى ذلك بوضوح ، اليوم في البلد كل الناس يعيشون ازدواجية غريبة ، ظاهرهم شيء وباطنهم شيء مختلف تماما .
ما معنى ان تقام في عموم العراق المئات من صلوات الجمعة والجماعة ، واخلاقيات الناس تنحدر ، والسرقات على قدم وساق ، والنزاهة كما يقال (خيّر ومات ) ؟ . ما معنى ان يذهب ثلثي البرلمان الى الحج سنويا في حين ان نسبة السرّاق منهم وصلت الى الـ ٩٠ % ؟. كيف نفسر غياب الامن في بلد ينفق على منظومته الامنية خمس ماتنفقه بريطانيا العظمى على المورد ذاته ؟. من اين نأتي بالاعذار لحكومة فشلت في توفير مفردات البطاقة التموينية ونحن نعلم ان عمل وزارة التجارة الوحيد هو البطاقة التموينية ؟. سنتلعثم حتما عندما نحاول ان نجد المبررات لحكومة عجزت عن توفير كهرباء مستقرة بعد انفقت على هذا الملف بالذات مليارات الدولارات . سيقف الجميع عاجزا عن ايجاد عذر لحكومة تمتلك من الاراضي القفار آلاف الهكتارات وتمتلك من الاموال ما يملأ الخافقين ، ويسكن ابناؤها احياء التنك والطين . ومن المؤكد اننا سوف نصمت عندما نرى طفلا يبحث في القمامة عن لقمة عيشه واطفال المسؤولين يصولون ويجولون في بلدان الغرب بحثا عن الراحة والدعة . انا واثق ان صلاة الجمعة والجماعة وحج بيت الله الحرام وصيام الدهر كله ، ووجود اختام من النوع الكبير على الجبهات سوف لن ينفعهم وان الله محاسبهم يوم القيامة وسيقفون بين يدي الله عراة ، وسيكون مثواهم النار وبئس المصير .
المقالات والاخبار المنشورة لاتمثل بالضرورة رأي الشبكة كما إن الشبكة تهيب ببعض ممن يرسلون مشاركاتهم تحري الدقة في النقل ومراعاة جهود الآخرين عند الكتابة
بلد التضاد
