من الأسئلة المهمة التي يطرحها الشارع العراقي هذه الايام لاسيما بعد بدء الحملات الأنتخابية هو (( ماذا قدمت لنا الحكومة )) ؟؟؟ وهو أعتقد سؤال ليس ساذج بل نابع من معاناة كثيرة وكبيرة عاشها المواطن العراقي طيلة الاربع سنوات الأخيرة من عمر الدولة العراقية الجديدة .
قد يقول قائل بدأ التسقيط مع بدء الحملة الأنتخابية ونجيب فكيف لنا أن نعالج الأمور دون أن نطرح المشاكل ومعرفة أسبابها والمتسبب الرئيسي لها وهل ياترى لايحق لنا أن نوضح أو نبين من هو المسؤول المباشر عن الكثير من المعاناة ألتي عاشها غالبية الشعب الطامح للوصول الى الحقيقة ولربما يسأل آخر لماذا في هذا الوقت بالذات تطرح هكذا أسئلة ولمن ياترى توجهونها ؟؟؟ ونجيب سابقا كنا نطرح ونحاول أن نعالج ولكن كان همنا هو الحفاظ وتثبيت حكومة قادرة على مواجهة التحديات الكثيرة وكنا ندعم بكل ماأوتينا من قوة نحو أيجاد علاجات سريعة للثغرات الكثيرة داخل الحكومة ولكن اليد الواحدة لاتصفق و للأسف كانت النتيجة سلبية حيث أستغل الصديق قبل العدو نفوذه ألذي منحته له ثقتنا المطلقة وراح يتفرد بأتخاذ القرارات وأستغل ذلك النفوذ لصالحه وراح يفرض شروطا ماأنزل بها من سلطان للاستمرار في الأئتلاف ويهدد بين الحين والآخر بالانسحاب أو الخضوع والسكوت !!! وتأزمت الامور وكل هذا ونحن كنا لانسمح أن تخرج تلك الخلافات الى الشارع العراقي ليس دفاعا عن الفساد والفشل ألذي أصاب الحكومة بل من أجل الحفاظ على وحدة البلد ووحدة المذهب ...
لقد آن الوقت أن نضع النقاط على الحروف وأن يأخذ كل ذي حق حقه وعلى كافة من ستطالهم أسئلة الشعب أن يقفوا ويردوا بصراحة وشجاعة وأنصاف عن تلك الأسئلة وهذا يعيدنا من جديد الى السؤال المهم (( ماذا قدمت لنا الحكومة )) ولكن دعونا ان نلقي نضرة موجزة عن تلك الحكومة فهي تتكون من رئيس الحكومة المتمثل برئيس الوزراء وعدد من الوزراء كلنا يعلم أن مقاعدها وزعت على مجموعة من الكتل والأحزاب لذلك فمن المنصف أن لانلقي باللوم على جهة مشاركة في الحكومة لكنها لم تستلم سوى وزارتين أو ربما وزارة واحدة لاغير والمحصلة النهائية توصلنا الى أننا يجب ان نوجه السؤال مباشرة للوزير ورئيسه المباشر وهو رئيس الوزراء ...
فهلا سألنا وزير التربية ماذا قدمت للطلبة الأعزاء ولماذا هذا التدني في المستوى العلمي للطالب ولماذا هذه المعاناة السنوية حول المناهج وطرق التدريس وتوزيع الكتب والقرطاسية ولماذا تدنت الخدمات في المدارس العراقية وأنعدمت كل الترميمات للأبنية المدرسية ولماذا ولماذا فهل بعد هذا الفشل الواضح في أدارة الوزارة أتجرأ أنا وزير التربية لأرشح نفسي مجددا لعضوية مجلس النواب ومن ثم اطمح لأستلام الوزارة من جديد لأستمر في الفشل الواضح ولانريد أن نطيل مع هذه الوزارة دعونا نتأمل هذا التصريح الذي يخص هذه الوزارة والصادر من المرجع الشيخ بشير النجفي (( وعلى الصعيد ذاته اعتبر المرجع الديني اية الله العظمى الشيخ بشير النجفي دام ظله وزارة التربية من اسوء الوزارات اداءً في الحكومة الحالية.
ونقل البيان ذاته ان "وزارة التربية" ( من الوزارات التي لم تخفف الاعباء عن كاهل طلابنا الاعزاء، فلا زالت الفوضى والفساد الاداري مستشرياً في دوائر الوزارة في الوقت الذي تعاني العملية التربوية واطفالنا من نقص كبير في البنايات والقرطاسية وكتب دراسية هذا بالاضافة الى اهمال الوزارة في تعديل المناهج وفقا للرؤية الاسلامية الصحيحة ).
فيما حمّل سماحته وزير التربية مسؤولية هذه الفوضى وتردي الواقع التربوي في مدارسنا العراقية داعيا ابناء الشعب العراقي الى عزله عن الوزارة لانه شخص غير كفوء. بحسب البيان الذي نشره المكتب الاعلامي للمؤسسة الثقافية))
هل ياترى أن المواطن العراقي راضي عن وزير الكهرباء وعن هذا القطاع ألذي لو وزع ماأنفق عليه على أبناء الشعب لأستطاعوا أن يحلوا مشكلتهم مع الكهرباء والسؤال من جاء بهذا الوزير الفاشل ولماذا أستمر في وزارته رغم الفشل الذريع في رفع الأنتاج من الطاقة الكهربائية بل أنه صرف المليارات دون حساب أو رقيب !!!
وزارة التجارة وماأدراك ما وزارة التجارة فالنقل كان مباشرا لاستجوابه وبدل ان يعتذر للشعب المسكين راح يتنعم بخيرات البلد في وطنه الثاني ألذي يحمل جنسيته !!! ثم جاء سيادة رئيس الوزراء بوزير محسوب عليه ايضا لكنه كان وزيرا بالوكالة فماذا فعل ؟؟؟ لاشيء وكأنه يقول لنا (( أرضى بالمنحوس لايجي الأنحس منه )) فقد نسى المواطن البطاقة التموينية لقلة مفرداتها ولقلة مايستلم منها فهل من حقنا أن نسأل لماذا ياوزير التجارة وكالة ؟؟؟
لانريد أن نستعرض كافة الوزارات في موضوع واحد لكننا واضحا أننا نسلط الضوء على وزارات مهمة مرتبطة مباشرة بالمواطن العراقي ألذي تهمه البطاقة التموينية والكهرباء والخدمات وراحة وتعلم ابنائه أكثر من اي شيء آخر ولاضير أن نسلط الضوء على وزارات كانت ناجحة ونتحدى أي شخص يستطيع الطعن بنزاهة وزيرها أو ان يجد فسادا ماليا مثلما كان في وزارتي الكهرباء والتجارة بل على العكس فقد حصل وزير المالية على جوائز دولية عديدة نتيجة نجاحه في المحافظة على عملة عراقية قوية ونجاحه في أسقاط كافة الديون العربية والأجنبية ألتي كانت تشكل عبء على الأقتصاد العراقي فلماذا أذن عندما ننتقد وزارة هي فعلا فاسدة أداريا وماليا وحتى أخلاقيا يقولون تسقيط وهل ياترى كلمة التسقيط هذه يقصد منها عدم قول الحقيقة ؟؟؟
الذي نريد قوله هو أن كل جهة كيانا كانت أو حزبا مسؤولة مباشرة عن أداء وزيرها داخل الحكومة فان كان ذلك الوزير ناجحا دل على نجاح الجهة المسؤولة عنه أو ألتي ينتمي إليها والعكس صحيح ولايمكن بل ليس من الأنصاف أن نحمل الوزارة الناجحة فشل بقية الوزارات الأخرى ولننظر بانصاف ونضع الله بين أعيننا ولنتسائل من كان وزيرا للتجارة ومن استلم الوزارة بعده ؟؟؟ من كان وزيرا للتربية ؟؟؟ من قاد قطاع الكهرباء الى الهاوية ؟؟؟ وهل نجح وزير ال... ووزير ال... ...الخ ومن ثم علينا بعد ذلك التقييم أن نوجه سؤالنا مباشرة لرئيس الحكومة ونقول لماذا لم تنطق يوما ياسيادة الرئيس وتشكر جهود وزير المالية مثلا أو أي وزير ناجح في وزارته ؟؟؟ لماذا تدافع عن الوزراء الفاشلين كوزير التجارة والكهرباء والتربية ؟؟؟ أم ان مبدأ الثواب والعقاب لم يجد طريقه الى حكومتك ؟؟؟ لماذا لايسمع صراخ المواطنين وهم يشكوا من الوزراء الفاشلين بل لماذا تضع القطن في آذانك ولاتريد أن تسمع صوت المحرومين من نعمة الكهرباء ؟؟؟ عندما تقول محاصصة نقول نعم هي كانت كذلك فلا سلطة لك مثلا على وزارات لاتنتمي الى حزبك (كما تصرح بذلك دائما ) الحاكم ولكن ألم يكن لديك السلطة حتى على وزراء ينتمون الى الجهة ألتي تنتمي إليها !!! وللأسف كل الأسف فان أسوء الوزارات هي تلك ألتي تدافع عنها ( التجارة والتربية والكهرباء ) والتي كانت تحت سيطرتك ونفوذك مباشرة !!!
أذن دعونا نعطي كل ذي حق حقه ونضع النقاط على الحروف