وهناك هدنة غير معلنة والاهالي اغلبهم هجر المدينة والباقون يعانون من نقص الغذاء والدواء والتدفئة ، الطرق مقطوعة ، المساجد اعلنت ان هناك اتفاقا مع الحكومة سيليه انفراج ، في الرمادي المشهد نفسه موجود ولكن بشكل افضل بكثير ، انظر الى التناقض الكلي بين البلاغ الحكومي والبلاغ المعاكس ، تقول الحكومة ان الارهابيين هزموا وهناك جيوب قليلة باقية سيتم تطهيرها عاجلا ، لكن رؤساء عشائر ومسلحين يقولون : لا يوجد في الفلوجة ولا الرمادي اي ارهابي ! ولا داعش ! بل ان ابناء الانبار ثائرون ضد الحكومة الحالية وليس ضد الدولة ، وان قوات الحكومة تريد تصفية (الثوار) ، اما الحقيقة التي لا يقولها أحد فهي : ان مقاتلي داعش المنسحبين من سوريا هم بالاصل من اهالي الرمادي والفلوجة وتكريت والموصل ، وقد انسحبوا الآن من المدن السورية بعد النزاعات التي وقعت داخل المعارضة السورية ، ويريدون اعادة تشكيل فصائلهم والعمل في مناطقهم ، ولا يمكن للعشائر التخلي عن ابناءها وترك الجيش يقتلهم ولا هم قادرون على منعهم من مواصلة العمل المسلح ، لذا يبدو تأسيس المجلس العسكري في الفلوجة نموذجا لحل وسط يريد تفادي الاصطدام بالجيش وفي الوقت نفسه ابعاد المسلحين عن المنطقة بطريقة سلمية ، هذا الوضع المعقد يترك مجالا واسعا لخلط الاوراق والتصريحات المتضاربة والمتناقضة ، لكن مازالت الفرصة سانحة لايجاد حل دائمي يقبل به الجميع ."