يبدو إن ساسة البلاد لا يتفوهون إلا عبر الأبواق، ووسائل الإعلام في ظل هذا الكم الهائل من الفضائيات، وبائعي الضمير، وأصبحت تناقش جميع أمور البلد الأمنية، والاقتصادية، والسياسية من خلال الإعلام حتى وصل الأمر إلى التهديدات الطائفية، والقومية، والحزبية؛ وزج الشعب في هذا المعترك الخطير، وإدخالهم في أنفاق الموت الطائفي، والقومي، والحزبي، والقبلي؛ الذي جعل العراق منذ ٢٠٠٣ يطفو على انهار من الدماء، وكل يوم يضيف العشرات إلى سجل الشحاذين، والمئات إلى أفواج اليتامى، والأرامل.
معظم ساسة العراق اليوم بدؤوا حملتهم الانتخابية بأساليب رخيصة، ودنيئة، وتدل على إفلاس وانحطاط تلك الجهات الممولة لهكذا نشاط؛ وقد سلكوا أساليب بعيدة عن الأعراف الإنسانية، والأخلاقية، وخاصتا في هذه الأيام التي نحن بحاجة إلى الرؤية الصحيحة، والكلام العقلاني، والوطني.
وما إن نلج هذه الأيام في صفحات التواصل الاجتماعي(الفيس بوك) إلا ونرى العجب العجاب هجوما كبير، ومنقطع النظير على الرموز الدينية، والوطنية، وتسقيط سياسي، واجتماعي، واتهامات، وفبركة الكلام، وقلب الحقائق، ومونتاج والفيديوهات للرموز الوطنية، والسياسية؛ وكأنما عمل منظم معد له منذ عدت أشهر لإغراق البلد في حرب طائفية، وحزبية، وقومية.
فمنذ إن بدأت القوات الأمنية الهجوم على مواقع عصابات القاعدة، ومجموعات داعش الإرهابية؛ فقد كشروا عن أنيابهم"لواحيك السلطة والمنتفعين منها" واظهروا مخالبهم للنيل من أي مبادرة تأتي لتصحيح الأخطاء، والتي ارتكبت من قبل السياسيين العراقيين على مدى العشرة سنوات المنصرمة.
فهذا الإفلاس السياسي، والاجتماعي قد جعل بعض الكتل إن تخلط الأوراق، وتعمل شروخ بين الطوائف، والقوميات، والأحزاب السياسية.
حيث استغلت السلطة الحاكمة اليوم المال العام، وسخرت جميع مؤسسات الدولة، وإمكاناتها للترويج الانتخابي المزمع إجرائه في نيسان القادم عام ٢٠١٤ واستغلت أيضا بعض الشباب العاطلين عن العمل، وضعاف النفوس، وأصحاب الضمائر الدنيئة لإغرائهم بالأموال، والوعود بالتعيينات من اجل شغل صفحات التواصل الاجتماعي"الفيس بوك" وقلب الحقائق، وشغل الرأي العام عن إخفاقات الحكومة، والإرباك السياسي.
وهذا الأمر يدل على الإعلان المبكر بالفشل الكبير الحاصل لدى هذه الجهة الداعمة، والراعية، والممولة لهذه الأساليب الرخيصة، والدنيئة، ولا تمت إلى الإنسانية، والأخلاقية، والاجتماعية بصلة.