يبدو إن كل شي في ظل الاحتدام الانتخابي هو في صالح المسؤول، ويجير كدعاية انتخابية مجانية، ولا تحتاج إلى دراسات، أو أموال، أو إعلام مكلف؛ وإنما تسوق الأمور حسب ما يريد، وبسرعة فائقة كالنار بالهشيم.
قناة العراقية التي تمول من قوت الشعب، وتأخذ أموالها من الميزانية العامة؛ لابد إن تكون حيادية في كل شي، ولا تكيل بمكيالين، وأيضا"المسؤول وصاحب القرار" إن يتعامل بالحكمة، وضمن العقل، والمنطق، ويبتعد عن القرارات الارتجالية، والانفعالية، وضرب القضاء عرض الحائط.
الجدير بالذكر إن قبل عدة أشهر كانت هناك جريمة مماثلة بهذه الجريمة، والتي قامت بها قوات أسوات بقتل مدرب نادي كربلاء"محمد عباس الكر بلائي، ومقتل الصحفي هادي المهدي الذي اغتيل بعد المظاهرات التي عمت معظم مناطق العاصمة بغداد، وأيضا جرائم أخرى مثل الذي قام بها أفراد حماية عضوة مجلس محافظة النجف الاشرف أزهار ألطريحي وعضوة"دولة القانون" التابعة إلى حزب الدعوة على المواطن ألنجفي عباس فارس الشبلاوي، وهذه الجرائم تضاف إلى جرائم الإرهاب الذي قتل العلماء، والمفكرين، والأطباء، وأصحاب العقول الكبيرة.
لم يغادر مخيلتنا الانفجار الذي ضرب سيطرة الآثار في بابل قبل عدة أيام، وراح ضحيتها ١٠٠ شهيد، وأكثر من ١٨٠ جريح، وعلى السياق ذاته مقتل اللواء في محافظة ديالى، والسيطرة على مدينة بهرز من قبل قوى التكفير والظلام"داعش" ولم نرى طيلة العشر سنوات المنصرمة هذا التفاعل الكبير من قبل قناتنا العراقية التي وضعت تايتل الأسود، وشريط الحداد كما فعله اليوم على الشهيد الصحفي محمد ألشمري.
إن هذه الازدواجية في التعامل مع أبناء الشعب الواحد، وتقديم واحد على الأخر على أساس العرق، والطائفة، والقومية، والحزبية يدق ناقوس الخطر على العراق، والعملية السياسية برمتها؛ ويفتح أبواب من الصعب غلقها، ولا يمكن إن نتعامل مع هكذا أمور بانفعالية، وقرار ارتجالي؛ لا سيما وان هناك خلاف حاد بين حكومة إقليم كردستان، وحكومة المركز، ويجب إن يترك الأمر إلى القضاء حتى ياخذ دورة الحقيقي، وباستقلالية تامة، وبعيد عن التدخلات الحزبية، والدعاية الانتخابية.
كم تمنينا إن يقول السيد رئيس مجلس الوزراء السيد نوري المالكي"أنا ولي دماء الشعب جميعا" وان لا يسبق القضاء بالحكم، حتى يكون القضاء مستقل، ومحل احترام لدى أبناء الشعب العراقي.