ضمن المناخ السياسي المغلف بالزيف والنفاق والمتناقض والمضطرب , تاتي استقالة الجماعية لاعضاء مجلس المفوضية العليا للانتخابات , احتجاجاً على التدخلات السافرة , من كل الاطراف السياسية المتنفذة ( البرلمان . الحكومة . القضاء ) في عمل وشؤون المفوضية , التي تهدد بالصميم استقلاليتها وحيادها , وتضرب مصداقيتها ومهنيتها , لاشك ان المفوضية وقعت بين انياب ذئاب مفترسة , فكل طرف يريد ان يطوع الانتخابات لصالحه والاضرار بالاخرين , وان تقف المفوضية الى جانبه , في تمرير مخططاته ومشاريعه وسياسته الانانية , التي تضرب في الصميم التنافس الانتخابي الشريف والنزيه , فقد تصاعدت حمى بعض الاحزاب المتنفذة , واجتاحتها المخاوف , بامكانية عدم ضمان نجاحها في الانتخابات النيابية بالشكل المطلوب , نتيجة فشل سياستها في قيادة الدولة الى بر الامان , وزيادة السخط والتذمر الشعبي الواسع ضد نهجها السياسي , لذلك تشعر بدنو ساعة رحيلها من قيادة الدولة ومن ان تتحكم بمصير ومستقيل الشعب , ذلك كلما اقتربت ساعة الحسم والقرار يصيبها الهلع والقلق من مصيرها المجهول , كلما عملت وزادت في تسميم المناخ السياسي بالرياح الهوجاء والصفراء , ولخبطت الوضع العام , من اجل التلاعب في مشاعر الناخبين , وتحريفهم عن جادة الصواب , والهدف المطلوب , بان تكون هذه الانتخابات فرصة للاصلاح الشامل , ورفض استمرار الواقع العام المرير , الذي جثم على العراق , على مدى عقد كامل . وكلما انكشفت للعيان الالاعيب النفاق السياسي , كلما زاد مخاوف هذه الاطراف السياسية من اقتراب ساعة الصفر , وذلك تعمل على وضع العراقيل والعوائق في المناخ الانتخابي , في خلق ازمات مصطنعة بالنفاق والخداع السياسي , في سبيل لخبطة عقل الناخب , من اتخاذ قراره الصائب في صناديق الاقتراع . وكلما سقطت الاقنعة , وكشف عن الزيف والفساد السياسي والمالي , تحاول ان تعمل على خلط الاوراق السياسية للمشهد السياسي , بغية انقلاب المعايير وقلب الحقائق بالاعلام المتهور والمتشنج بالطائفية , حتى يضيع الاخضر واليابس , ويتساوى الغث والسمين , والصالح والطالح , في سوق التهريج الرخيص , حتى تستمر هذه الاطراف المتنفذة , في التمتع بالسلطة والنفوذ واحتكارها لصالحها , ووجدت الفرصة المناسبة , بفتح جبهات متناحرة مع القوى السياسية الاخرى , بشتى الحجج التي تدق اسفين وحدة الشعب , لانها تدرك ان المناخ الهاديء لعملية الانتخابات , ستعطي الفرصة الكافية لناخب , ان يراجع حساباته السياسية , ويدقق بشكل واعٍ بهوية المرشحين , ويستطيع ان يفرز الصالح عن الطالح , وعن المنافق والصادق , لقد سأم وجزع المواطن العراقي من خلال عقد كامل من الزمن , والعراق يسير من سيئ الى الاسوأ , سوى البراعة والجدارة بصنع المزايدات السياسية الرخيصة . ذلك على الناخب , ان يدرك , ان افضل الحلول للخروج من الازمات والمشاكل , هو اسقاط هذه القوى السياسية , التي اثبت زيفها ونفاقها , وفشلها في قياد العراق الى بر الامان , يجب نزع الشرعية عنها في الانتخابات النيابية , من اجل الحفاظ على العراق من الهلاك القادم
جمعة عبدالله