عندما تريد أن تعلي شأن شخص ما، عليك أولا أن تعطيه حقه لتنصفه، ثم ترضي ضميرك وتكون منصف مع نفسك، كي لا تكون موضع للسخرية من جانب، ومن جانب أخر احتراما لذاتك، فمهما يكن هذا الشخص وفي أي منصب حكومي، فهو موظف واجبه أن يؤدي ما عليه أثناء خدمته، وحتى لو كان مميزا في عمله، هذا لا يعني أن نجعله أسطورة ونطبل ونهلهل له، ونجعل منه بطل قومي.
ما قامت به بعض الفضائيات من تغير في المواقف بين يوم وليلة، يعطينا الحق في التساؤل، لماذا لا تكون سياسة القناة وفق نمط واحد؟
علما أنها مدعومة بأموالنا نحن العراقيين، وهدفها العمل على نشر ما يخدم وحدة ومصالح البلد، بكافة طوائفه ومذاهبه، لذا وجب عليها أن تتخذ سياسية عادلة مع جميع، لكي تكون بمستوى المسئولية، وما لفت انتباهي فضائية رئيس الوزراء المنتهية ولايته، وتنازله من منصبه الغير مبرر، لأن فاقد الشيء لا يعطيه.
صورت هذه الفضائية بان تنازله، أدخله خانة العظماء وجعلت منه شامخا، سيسجل التاريخ موقفه، وأنه رمز يستحق الخلود، وعلى هذا الأساس سيكون لنا بعد عشرة دورات انتخابية، سيكون لنا أربعون رمزا، أي أربعين صنما، أي تاريخ هذا يعظم المنسحبين من الموصل ثاني أكبر مدينة عراقية!، أي تاريخ هذا يعظم من يكون سببا باستشهاد (١٧٠٠) طالبا، في قاعدة سبايكر!.
كي نكون منصفين يجب محاسبة المقصرين، وكي يحترمنا التاريخ لابد لنا أن نكون صادقين، أولادنا وفلذات أكبادنا خسرناهم؛ بسبب سوء التخطيط، واهمال رئيس الحكومة المنتهية ولايته، وهذه الحقيقة لابد من ذكرها والوقوف عندها.
لذلك مهما طبلتم وزمرتم لا تغيرون شيئا من الواقع المرير، الذي مر طيلة فترة الثمان السنوات السابقة، كثير من الهفوات والاخطاء والتعنت أوصلته الى طريق النهاية المذلة، التي خرج بها مندحرا خاسرا نفسه وحلفائه.