اصبح البعيد والقريب يعتقد ان واشنطن تزود داعش بالاسلحة والذخيرة ! رغم انها تقود تحالفا يقاتل داعش وقد تعهدت بالقضاء عليه ، ما معنى هذا ؟ هل ان الامريكيين منقسمون الى فريق ضد داعش وفريق معه ؟ هل ان اميركا تقاتل داعش وتقاتل معه في الوقت نفسه ؟ الا يعد هذا سوريالية سياسية او جنونا ؟ كيف يتم اتخاذ قرار الحرب في اميركا ؟ وهل هذه المعركة المزدوجة معركة الرئيس ام معركة البنتاغون ام معركة المخابرات المركزية ام معركة الكونغرس ؟ هناك تفسير واحد لهذه الازدواجية ، تفسير مبسط جدا يمكن الاستعانة به لتبرير هذا الجنون ، وهو افتراض ان اميركا تدعم داعش من جهة وتدعم العراق من جهة اخرى ، ولا تسمح لأحد منهما بتحقيق نصر نهائي ، يجب ان تستمر هذه المعركة لتحقق واشنطن منها الاهداف الآتية : ١- توفير مبرر لحضور قواتها في العراق مجددا ، هذه المرة لمواجهة النفوذ الايراني المزعوم . ٢- انعاش صناعة الاسلحة التي تكاد تتوقف في الغرب لعدم وجود حروب كبيرة ، وهي تشكل مصدرا اقتصاديا مهما للرأسمالية الغربية ومصانعها المتعددة الجنسيات . ٣- تحتاج الولايات المتحدة وحلفاؤها معارك جديدة كل ١٠ او ٢٠ سنة لاختبار وتقييم انواع جديدة من الطائرات والاسلحة البرية والجوية والبحرية وتجديد حيوية قواعدها العسكرية في الشرق الاوسط . ٤- ابقاء العراق على حافة الهاوية ، كساحة للفساد والخراب والفوضى والفشل وسرقة عوائد النفط ومنع ظهور دولة شيعية ناجحة فيه كأيران تسبب متاعب جديدة للغرب واسرائيل . ٥- منع اصحاب الكفاءة والنزاهة والمخلصين من الوصول الى مواقع السلطة وابقاءها بأيدي اصدقاء واشنطن ، لذا من الطبيعي في ظل هذا المخطط ان تبقى الوجوه نفسها تحكم البلد ١٢ سنة رغم ان الديمقراطية تعني تغيير الوجوه والتداول السلمي للسلطة . ٦- اميركا تريد القول بأن العراق الح كثيرا على سحب الجيش الامريكي من اراضيه لكنه وللسنة الرابعة بعد التحرر من الاحتلال لم ينجح في وقف اراقة الدماء و تحقيق الاستقرار الأمني بل استفحل فيه الارهاب . عندما يتزايد عدد الطائرات التي ترمي لعصابات داعش الاسلحة والذخيرة فيجب ان يوجه العراق اسئلة واضحة الى اميركا حول حقيقة ما يجري ، الحكومة تواجه هذه الظاهرة بصمت ، مع انها لو وجهت اسئلتها لاميركا حول الاطباق الطائرة الغامضة فغضبت اميركا فان نتائج غضبها لن تكون اسوأ مما فيه العراق الآن ، ولكن قد يقودها الغضب الى تغيير فريق اصدقاءها بفريق جديد اكثر تحليا بالصمت ، لذلك هم صامتون الى اجل غير مسمى .