وقال ممثل المرجعية العليا في كربلاء المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي، خلال خطبة صلاة الجمعة التي أقيمت في الصحن الحسيني المقدس ،اليوم" انني اود ان ابين الامر التالي ، وهو ان الله تعالى قد اختار من الايام صفوة جعلها اقرب اليه من غيرها بنزول رحمة وفيوضات لطفه واستجابة دعائه، وسيحل قريبا يوم من هذه الايام شرفه الله تعالى فجعله يوم دعاء وتوسل حتى بلغ من فضيلة الدعاء فيه ان يبلغ الصوم فيه يوم عرفة".
واضاف ان" من الاعمال المستحبة في يوم عرفة زيارة الامام الحسين {عليه السلام}"، مشيرا الى" أننا اليوم بحاجة الى الرجوع والانابة الحقيقية والصادقة الى الله تعالى وشرعه القويم ومنهجه المحمدي الأصيل باتباعه شريعته بالرحمة والاخوة واحترام الاخر ونبذ التعصب وتجنب الصراعات غير المبررة لا شرعا ولا اخلاقا".
وتابع قائلا" وقبول منا للآخر والعمل معه سوية في الخيرات حيث المشتركات كثيرة وما يجمعنا أكثر مما يفرقنا لولا ان الهوى والتعصب صار هو الغالب والسائد وحتى بات العالم الاسلامي موطن الصراعات الدموية والحراب المقيت".
ولفت الى " دعاء الامام الحسين {عليه السلام} في يوم عرفة ، اذ فيه من المعارف والتقاليد العالية ومكارم الاخلاق الربانية"، مطالبا بـ" الاجتهاد في هذا اليوم العظيم بالدعاء للمقاتلين بالنصر والظفر وخلاص الامة من شرور الارهابيين والفرج عن المنكوبين والنازحين وبالهداية للحكام والمسؤولين ممن كان قابلا للهداية وبالخلاص من كان رافضا لها".
وزاد الشيخ الكربلائي ان" الله جعل الاعياد من شرائع الدين وفتح فيها المزيد من الخير والبركات فاعملوا فيها بما يرضي ربنا، وعلى المسلمين تذكر عوائل الشهداء الذين رحلوا عنهم فعودا عليهم بالزيارة وايتام الشهداء بالحنان والعطف وفارقوا الدنيا وملاذاتها لاجل العراقيين للحفاظ على الوطن والمقدسات والاعراض ولهم الفضل والمنة".
واشار الى ان" فتوى المرجعية الدينية ودماء الشهداء حفظت الوطن والمقدسات وصون الاعراض، وصلوا ارحامكم ، وما جعل اعيادكم اياما لافراحكم ومسراتكم بما لا يغضب الله ويسخطه بل جعلها موسما للتكافل والمحبة والألفة".