وأضاف: “بالنسبة لنا في لبنان وحزب الله وجمهور المقاومة نؤكد للعدو والصديق أنّ مسألة فلسطين والصراع الفلسطيني – الاسرائيلي هي فوق كل الحسابات والخصومات لانها بالنسبة لنا مسألة عقيدة والتزام انساني وأخلاقي.”
وأشار نصرالله الى أنّ “البحرين التي تعاني منذ عام من تخلّ عربي لها وإسلامي إذ لم يأت على ذكرها في القمة الإسلاميّة تحيي اليوم يوم القدس، كما أهل العراق. فرسالة اليوم الأساس للعدو الإسرائيلي: لا تفرحوا ولا تراهنوا على الإنقسامات في العالم العربي لأنه في ما يتعلّق بالقدس فهذا لن يغيّر شيئاً”.
واعتبر نصرالله أنّ “يوم القدس هو فرصة للعودة إلى البحث الإستراتيجي في مستقبل القدس والمنطقة، ولا يمكن أن نتصوّر مستقبلاً للقدس في ظل إسرائيل قويّة لا بل موجودة.”
وأشار نصرالله الى أنّ “البيئة الإستراتيجيّة الإسرائيليّة هي الأهم لدى إسرائيل وللأسف أن لعدونا ميزات جيّدة أحياناً ومن جملتها أنّ سنوياً في إسرائيل تعقد المؤتمرات والبعض منها قديمة وموضوعها البحث في التهديدات الإستراتيجيّة على إسرائيل ويتكلمون عن الفرص ويتم وضع خطط وبرامج وهذا الأمر في العالم العربي غائب.” وأضاف: ” أما عندنا فنجتمع، يلقي البعض الكلمات، وفي النهاية يخرج بياناً هزيلاً فهذه هي “خير أمّة أخرجت للناس”.
واعتبر نصرالله أنّه “في السنتين الماضييتين عندما بدأت التحولات في المنطقة العربيّة، بدأ الإسرائيلي يتكلم عن تعاظم التهديدات ومن أهم التطورات التي أقلقتهم هو سقوط حسني مبارك والإنسحاب الإميركي من العراق وسقوط أنظمة الإعتدال العربي والملف الإيراني لأنه بدا أن هناك محوراً إقليمياً قد يتشكل لمصلحة فلسطين.”
ولفت الى أنّه “في مرحلة ما بعد التطورات الداميّة في سوريا والتي بدأت تأخذ منحاً خطيراً جداً، انخفض منسوب القلق الإسرائيلي وارتفع الأمل. فتركيا قبل الحوادث السوريّة كان من الممكن ان تنضم إلى هذا المحور الكبير أما بعد هذه الحوادث فقطعت العلاقات مع سوريا وتشنجت علاقاتها بالعراق فيما علاقاتها مع إيران باردة.”
وأضاف: “القلق الإسرائيلي لا يزال مستمراً خصوصاً نحو مصر، والخصومة بين العرب وايران التي عملت عليها إسرائيل منذ سنوات بدأت تقع حيث يتم استغلال الموقف الإستراتيجي الإيراني من أجل تأجيج هذا التوتر”، واكّد أنّ “إيران تنظر إلى المنطقة بعيون فلسطينيّة فيما الولايات المتحدة تنظر إلى المنطقة بعيون إسرائيليّة.”
وأشار نصرالله الى أنّهم “يتكلمون عن ضرب إيران بحجة البرنامج النويي الإيراني والعالم كله يعلم أن هذا البرنامج سلمي ولا دليل واحد على أنه عسكري لأنه فعلياً سلمي وإسرائيل تكذب على العالم كما كذبت أميركا في موضوع سلاح الدمار الشامل في العراق.”
وأضاف: ” مشكلة إسرائيل مع إيران هو أن الأخيرة دولة إسلاميّة قويّة قابلة للتطوّر ومشكلتها الثانيّة هو التزام إيران العقائدي والديني بمسألة فلسطين وقد أثبتت إيران أن هذا الإلتزام نهائي وقاطع على مرّ ٣٢ عاماً في أصعب الظروف لم تغيّر موقفها. مشكلة إسرائيل مع إيران هو أنها تقف إلى جانب حركات المقاومة في المنطقة وتدعمهم بالمال والسلاح وليس في الخطب، وأنا في يوم القدس أريد أن أسأل العرب “عندما تصبح إيران عدوة إسرائيل الأولى في المنطقة والعالم ألا يجب أن يعني هذا الأمر شيئاً للشعوب العربيّة والإسلاميّة؟”
وأشار الى أنّ “هناك دول عربيّة يمكنها أن تشتري ما تشاء من أسلحة إلا أن بعض اتفاقات الأسلحة بين إيران وروسيا يتم إيقافها كصفقة “س ٣٠٠″. وتساءل: “لماذا هناك تحسساً من امتلاك إيران سلاح دفاع جويّ فيما يتم تزويد الجيوش العربيّة الأخرى بأسلحة هجوميّة؟ ألا يعني ذلك أن كل من يحرضون على إيران يخدمون المشروع الإسرائيلي؟”
وأكّد نصرالله أنّ “هناك شبه إجماع لدى القادة العسكريين الإسرائيليين أنهم يجب ألا يضربوا إيران. وهذا الموقف لا علاقة له بالأخلاق والأعراف الدوليّة وإنما بمعادلة “الكلفة والجدوى”. وأضاف: ” نتنياهو وبراك يكذبان على شعبهم عندما يقولون أن الحرب على إيران كلفتها ضئيلة، وإن كانت إيران لا تملك القوّة وضعيفة أو مقتدرة ولكنها جبانة لما كان الإسرائيلي ليتردد في الهجوم عليها ولكانت قصفت المنشآت الإيرانيّة النوويّة منذ زمن. هذه المنشآت لم تقصف لأن إيران قويّة وليست جبانة.” وقال: ” أنا أجزم بأن اسرائيل خائفة جداً من ضرب إيران.”
وأعلن: “أنا علمي ليس تحليلاً وإنما معلوماتي لذلك أقول الهجوم على إيران سيكون بمثابة الفرصة الذهبيّة التي ستقدمها إسرائيل لإيران والتي تنتظرها طهران منذ ٣٢ عاماً”.
ولفت الى أننا “شهدنا في الفترة الماضيّة حديثاً عن تدمير كل لبنان وليس فقط حزب الله. أولاً نحن لا ننكر أن إسرائيل تملك قوّة تدميريّة هائلة ولا ننكر أن العقل الإسرائيلي عقل إرهابي متوحش وهو فعل ذلك سابقاً ألم يفعل ذلك في العام ١٩٨٢ وفي الـ٢٠٠٦؟ إلا أن هناك جديد في لبنان ليس في إسرائيل.”
وأضاف: “انا اليوم لن أقف لأقول أننا في المقابل يمكننا أن ندمر إسرائيل لأنني واقعي. ولكن أستطيع أن أقول إننا نستطيع أن نحوّل حياة ملايين الصهاينة الإسرائيليين في كل فلسطين المحتلة إلى جحيم حقيقي، نستطيع تغيير وجه إسرائيل. إن الحرب مع لبنان مكلفة جداً جداً جداً حتى ينقطع النفس، وهناك بعض الأهداف في فلسطين المحتلة يمكن استهدافها في عدد قليل من الصواريخ. “