وأقر محافظ بابل محمد علي المسعودي ، بأن ظاهرة بيع وشراء الأسلحة الخفيفة قد تفشت بشكل غير مسبوق في بابل، مشيراً إلى أن الظاهرة تقف خلفها جهات مجهولة، وهناك دول إقليمية (لم يسمها) تسعى إلى إفراغ محافظات الوسط والجنوب من السلاح تمهيدا للسيطرة عليها في إطار مؤامرة تهدف إلى تدمير العراق انطلاقا من مناطق الوسط والجنوب (بحسب قوله).
وقال المسعودي في تصريح نقلته وكالة (آكانيوز) أن «الفترة الأخيرة شهدت ظاهرة بيع وشراء الأسلحة الخفيفة وبشكل غير مسبوق في عدد من محافظات الوسط والجنوب ومنها بابل من قبل جهات مجهولة، مما أدى إلى ارتفاع أسعارها بشكل كبير، اذ وصل سعر بندقية الكلاشنكوف إلى مليون و٥٠٠ ألف دينار فيما تجاوز سعر بندقية (البي كي سي) العشرة ملايين دينار».
وأشار إلى أن «ارتفاع سعر الأسلحة بهذا الشكل هو لغرض تشجيع المواطنين على جمع اكبر عدد منها وبيعها لجهات مجهولة تقوم بإغراء بعض المواطنين من خلال مضاعفة أسعار شرائها لتقوم بدورها تهريبها إلى خارج المحافظة».وكان عدد من محافظات الوسط والجنوب ومنها بابل قد شهدت في الآونة الأخيرة انتشارا واضحاً فيها لظاهرة بيع وشراء الأسلحة بشكل كبير، في الوقت الذي اتخذت فيه الحكومات المحلية لتلك المحافظات عدة إجراءات للحد من انتشار الظاهرة واعتقال مروجيها.وأوضح المسعودي بالقول أن «هناك إستراتيجية إقليمية بإيذاء هذه المنطقة والاستحواذ عليها وقد يكون من ضمن مخططاتها شن حروب عليها». مؤكداً ان «الحكومة المحلية أصدرت تعليمات منعت بموجبها بيع وشراء الأسلحة في عموم مناطق المحافظة وإلقاء القبض على مروجي تلك الظاهرة وإحالتهم إلى القضاء».من جانبهِ، أكد عضو مجلس محافظة بابل مجيد فليفل وجود مجاميع وصفها بـ(الإرهابية) في مناطق وسط وجنوب العراق تقوم بالترويج لشراء الأسلحة بأسعار عالية، ومن ثم جمعها وتهريبها إلى ما يسمى بالجيش الحر في سوريا».
وفي محافظة كربلاء قامت مديرية شؤون قبل أيام بجولات تثقيفية تهدف إلى الحد من تلك الظاهرة، معربة في الوقت ذاته عن قلقها من تفاقم ظاهرة شراء الأسلحة من القرى والمدن وتهريبها إلى سوريا.وقال ستار العرداوي رئيس لجنة شؤون العشائر في مجلس المحافظة لـ»نقاش» إن عمليات تهريب الأسلحة تصاعدت بشكل كبير في الشهور الماضية، معرباً عن مخاوفه من تسرب الأسلحة إلى الجماعات الإرهابية.
العردواي لم يستبعد وجود أجندات دولية وراء عمليات شراء وتهريب السلاح وقال إن «الأجهزة الأمنية ألقت القبض على عدد من المهربين قبل أيام».ويقول سمسار الأسلحة (ابو حسن) «سوق السلاح شهد انتعاشا غير مسبوق خلال الأشهر الحالية، وارتفعت أسعارها إلى عدة أضعاف عما كانت عليه». ويضيف «ارتفعت أسعار بعض الأسلحة بشكل كبير إلى الضعف أو الضعفين وبعضها أرتفع إلى عشرة أضعاف».
ويؤكد التاجر أبو حسن ارتفاع الأسعار بالقول «ارتفع سعر البندقية الروسية كلاشنكوف للمدة من شهر أيار إلى شهر آب من سعر (١٥٠) ألف دينار إلى مليون ونصف دينار عراقي، فيما ارتفع سعر السلاح الرشاش المتوسط (BKC) من مليون ونصف إلى سبعة ملايين دينار عراقي».
أبو حسن أستطاع أن يتجاوز تردده في الحديث لـ»نقاش» وروى بعض التفاصيل عن آخر صفقة تهريب أسلحة قام بها من كربلاء إلى العاصمة العراقية بغداد.ويقول إن آخر شحنة بلغت أكثر من (٢٠٠) بندقية كلاشنكوف، بالإضافة إلى خمسة رشاشات نوع ( (BKCحيث تم إخفاء قطع السلاح بشكل محكم في إحدى شاحنات نقل الفواكه والخضر.ويؤكد أبو حسن الذي استقبلنا في بستان كبير يملكه في إحدى ضواحي المدينة «لا نواجه مشكلة في إخراج الشاحنات من كربلاء لكون السيارات المغادرة للمدينة لا تخضع للتفتيش، وأنا شخصياً أشرفت على إيصال إحدى شحنات الأسلحة إلى مكانٍ في جنوب غرب العاصمة بغداد بعد سلوك طرق خاصة».
ويرجح سمسار السلاح الذي نجح كما يقول في تهريب خمس شحنات أسلحة مؤخراً وجود جهات في محافظتي الموصل والأنبار تتبنى نقل الأسلحة والعتاد إلى سوريا لمساندة ما يسمى بالجيش السوري الحر الذي يقارع نظام الأسد.وتكمن خصوصية كربلاء في مجال تجارة الأسلحة في كونها معبراً وسطياً لتجمع السلاح قبل أن يتم تهريبه إلى سوريا عن طريق جارتها محافظة الأنبار، حيث يجمع تجّار الأسلحة كميات كبيرة من مدن الجنوب في كربلاء قبل تسويقها عن طريق الرمادي إلى الموصل.ويقول «لا أبالي لمن ستصل هذه الأسلحة، فالأمر بالنسبة لي لا يعدو عن كونه صفقات تجارية بحتة».
جدير بالذكر أن عدة تقارير خبرية أكدت تفشي هذه الظاهرة في المحافظات العراقية التي تقع في وسط وجنوب البلاد، مشيرة في الوقت ذاته إلى ضعف الإجراءات الأمنية التي اتخذتها الحكومات المحلية في هذا الصدد، والتي لم تحد من تلك الظاهرة.