بعد ما يقارب خمسة عقود ونصف, من تلك الحادثة حوصر الحسين بن علي "ع" مع عياله, من قِبَلِ جيش يدعي الاسلام, فقائده هو عمر بن سعد بن أبي وقاص, وأول ما قاموا به قطعهم عن ماء الفرات! أخذاً بالاقتراح الذي لم يقبل به الرسول الكريم! ومنذ ذلك الوقت, والفرات ألعوبة بيد الظَلمَة, فاستعملته تركيا سلاحاً, لإذلال الحكومات العراقية المتعاقبة.
أثناء الاعتصام في ساحات الذل والمهانة بالأنبار, هدد شذاذ الآفاق على المنصات, بقطع الفرات عن المحافظات الجنوبية, لا لشيء إلا لأنهم من أتباع علي عليه السلام, قاتل المشركين واليهود, فهو الثأر اليهودي الأموي المشترك, حيث نادى قائد عسكر يزيد, لقتل ابن بنت الرسول بهتاف" هذا ابن قَتّال العرب, ولم يقتل علياُ إلا المشركين ومن كفر.
بعد ترك الرمادي وتسليم الموصل ثم تكريت, قامت عصابات داعش, بإعادة سيناريو قديم, لبيان الحقد وإظهار الانحراف, والحقد على الاسلام, فأغلقوا ماء الفرات من سدة الرمادي, ليُذِلوا أتباع الدين الحق, فجاء شعار الحسين عليه السلام:" هيهات مِنا الذِلة" لينادي الحشد المبارك " لبيك يا حسين".
رُعبٌ أصاب ساسة الفنادق ودور العهر, ليغيروا اسم المعركة إلى لبيك يا عراق, لا لأنه كما نعقوا, فوصفوه بالطائفية, بل لأن الحسين علي السلام يمثل الانسانية, التي لا يؤمنون بها, فهم بعداء تأريخي معها.
قال تعالى:" فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً" سورة مريم آية ٥٩.