الصنف الاخر من الوزراء والمسؤولين يسعى اليه المنصب ويبحث عنه ايضا, لأنه قادر ببساطة على ترك بصمات واضحة خلفه تدل على نجاحه وحنكته في الادارة والتخطيط, ليترك خلفه منجزات وارث تراكمي يعد بمثابة بوصلة لمن يخلفه في المنصب.
تشكيلة الحكومة الحالية تضم بين ثناياها وزراء من الصنف الثاني مسؤول مؤسس عازم على النجاح وهؤلاء يشار اليهم بالبنان ومعدودين على الاصابع, في مقدمة هؤلاء الغبان وعبد المهدي, فلم يمض عام على تشكيل الحكومة ورغم ذلك بدأت منجزاتهم تبدو واضحة للعيان.
عبد المهدي اعلن قبل عدة أيام أن العراق لم يعد بحاجة لأستيراد الغاز السائل, لأنه قد وصل الى عتبة الاكتفاء الذاتي, اما الغاز المصاحب فقد تمكنت الوزارة من وضع خطة منهجية لتقليل المستويات التي تحرق هدرا, ومازال في جعبة وزير النفط مفاجئات كثيرة في قابل الايام.
سهم اخير سدده عبد المهدي الى قلب الرتابة والروتين والتهميش وسياسة الانفراد بالسلطة عندما بدأ بخطوات حقيقية لتبادل الصلاحيات بين الحكومة الاتحادية والحكومة المحلية في ادارة النفط والغاز, وبدا ذلك جليا من خلال المؤتمر الذي جمع وزير النفط مع جميع محافظي ورؤساء مجالس المحافظات في محافظة ميسان.
سؤال يطرح نفسه بإلحاح, ترى أين كان وزراء النفط ممكن أوكلت اليهم ادارة الوزارة قبل عبد المهدي في السنوات السابقة؟ ولماذا تجاهلوا كل تلك المشاكل قبل عامي ٢٠١٤ و٢٠١٥ التي تعتبر اعواما استثنائية يخوض فيها العراق حربا ضد داعش ويعاني من ازمة مالية وتقشف؟ الامر نفسه ينطبق على الغبان الذي حقق خطوات نجاح غير مسبوقة في تلك الظروف الاستثنائية, والايام وحدها كفيلة بإفراز المسؤول الناجح ومن سبقه من الفاشلين.