وليس هذا تقليبا في دفاتر واوراق الماضي بكل حسناته وسيئاته لانه مضى لكن الامر كان يثار في مناسبات عدة حيث طرحت امور مثل هيمنة النجفيين واقصاء البصريين والتي ذكرتنا بالصراع بين مدرستي البصرة والكوفة اللغويتين الشهيرتين الى غيرها من امور تم طرحها لايمكن الخوض فيها دون ذكر خلفيات قد يطول شرحها.. بالعودة لما تضمنه بيان الانفصال والذي يتحدث عن بقاء الكيانين ضمن اطار تياري واحد له نفس الروىء الفكرية والعقائدية وان اختلفت الطرق والاساليب الاليات والقيادات.. اذ ان ماطرح في البيان وفي فقرات منه يتحدث عن ان المجلس الاعلى الاسلامي ومنظمة بدر يعلنان بوعي وادراك كاملين انهما اليوم تنظيمان مستقلان وان استقلالية التنظيمين لن تمنعهما من العمل في اطار واحد هو تيار شهيد المحراب (قدس سره) رغم اني شخصيا استبعد ذلك لسبب بسيط جديد ان شورى بدر التي تم تشكيلها من جديد ضمت عددا من الاشخاص معروفي التوجهات ممن كانت لهم مواقف عدائية تجاه عائلة ال الحكيم وشهيد المحراب تحديدا فضلا عن وجود دعم كبير لهم من خارج بدر مما سيتيح لهم اخذه بعيدا ورميه في احضان هذا او ذاك بحسب المصالح الخاصة والفئويات والخلفيات التي كانت تحكمهم قبل مجيئهم الى تشكيلات بدر والتي كانت تعبوية وعسكرية خلال فترة ما قبل العام ٢٠٠٣ في وقت كان لهذا التاثير بوجود السيد الحكيم كونه كان صمام الامان والعارف بخفايا وامتدادات العمل الميداني.. اذن هو انفصال تام سيشكل خسارة لكلا الطرفين مع ان المتضرر الاكبر هم البدريون ممن تخلوا عن قيادة متمكنة حكيمة وليس العكس.. السيد عمار الحكيم الذي يمتلك بصيرة وعزيمة القيادة الشابة الطموحة يجد نفسه قريبا من واقع الناس محيطا بمشاكلهم معبرا عنها في اغلب المناسبات، وهذا الفهم العميق سيقوده حتما للفوز بولاءهم لبناء مشروع العراق الحر رغم ان الطريق طويلة والامر يحتاج الى عمل وصبر وهذا ما يمتلكه الحكيم قطعا (المشروع) فكما كان عمه ومعلمه وابيه الروحي شهيد المحراب الذي خرج من العراق فردا وعاد اليه امة ومشروعا واليات عمل يمكنها ان تحدث الفارق وتسير بالامور الى بر الامان اما من ينظر بعين المطامح ويحث الخطى مبتعدا مهرولا باتجاه اخر سيدرك ان المحك الحقيقي هو الثبات على المبادىء التي من اجلها سالت دماء الشهداء فلولا تلك الدماء المباركة المعطاء لما عرفنا بدرا ولامجلسا ولاغير ذلك بالاخص دماء الشهداء العلماء وفي مقدمتهم دم شهيد المحراب الذي سال قربانا لحرية العراق من هنا يجب المضي قدما بعزيمة الصادقين لخدمة الناس دون قطع وشائج الحب لهذا البيت العلوي الهاشمي المعطاء التي يريد ذوو النوايا السيئة قطعها تنكرا لجميل الواجب المقدس الذي اداه ال الحكيم والذي كان يحتم عليهم الوقوف في المقدمة دائما ولولا معرفتهم بحجم التكليف الشرعي لاختاروا ان يبقوا في الخلف حبا وطمعا في العافية كغيرهم ممن اختار ذلك بملىء ارادته ..