بسم الله الرحمن الرحيم
سيخطيء من يعتقد ان السلطة المجردة هي التي تمنحه القوة الحقيقية له وامام غيرهم. لا توجد قوة لطرف او للاخر يمكنه بها فرض شيء على شركائه.. فلا قوة لاخر الا لرد عدوان يقع عليه.. اما لتأسيس عدوان له على اخرين، الذي سيتفكك سواء تحت مقاومة الاخر، او تحت عوامل استشراء الظلم الذي ان اتخذ قاعدة مع الاخرين سيرتد الى عقر الدار وداخل النواة او العصبة اجلاً ام عاجلا.. فلا قوة لاي طرف الا بما يضخ في امكانياته وقواه وقدراته وتنظيماته وعلومه وحكمته وصبره ليتسع وينتشر بما يتوافق مع السنن الطبيعية والكونية والقوانين الاجتماعية ومبادىء العدالة واقرار الحقوق الخاصة والعامة.. وان تحب لاخيك ما تحب لنفسك.. هكذا قامت الشعوب العظيمة والكبيرة والقوية والمتحدة.. التي تجدد الطاقات بنظم متوازنة متطورة واعية ظروفها المباشرة وغير المباشرة. فلا قوة لطرف الا بقوة الاطراف الاخرى، ما دام العراق عراقا. فاضعاف الديمقراطية والتداول هو اضعاف للشيعة قبل غيرهم.. لكنه اضعاف ليس اقل للكرد والسنة والتركمان والمسيحيين.. ولكل جماعة ومواطن.. ولمستقبل العراق. فقوتهم جميعاً هي من قوة الديمقراطية ونظام المؤسسات والانتقال من دولة المحاصصة والمسؤول لدولة المواطن والمؤسسات والتوازن. فقوة الشيعة وغيرهم لا تتركز بشخص وموقع.. والا على الشيعة والاخرين مراجعة انفسهم والطروحات والمرتكزات والضمانات لهم ولغيرهم. فقوتهم –بعد الله سبحانه- مستمدة من مجموع قوة الشعب والمجتمع والدولة والمؤسسات التي تحتل مواقعها عن حق واستحقاق.. ومن يعتقد خلاف ذلك، واعياً كان ام جاهلاً، يريد بالعراق -وابناءه بدون استثناء- ان يبقى ارض فتنة وضعف وتقاتل. فهو يؤخر مشروع انطلاق العراق واستعادة صحته، وتقديم المزيد من الخسائر والتضحيات، بينما يمتلك العراق كل مقومات النهضة والتقدم والنجاح.