البدريون الذين يتنفسون ويعشقون ويذوبون بآل الحكيم فكيف يصحون وبين ليلة وضحاها بلا حكيم بلا واجهة مرجعيّة ولا رمزية، كانوا ولا زالوا يعتزون بها ويقتدون بها ويسيرون بهُداها وينتهجون منهجها، فما الذي حصل أيّها البدريون، أسئلة كثيرة وصراع الذات لأجوبة غير مقنعه وتبرّيرات بعيدة عن الواقع ولا تتلائم حتّى مع مستوى الحدث والهزة التي نزلت بهم فمنهم يبسط الموضوع ويجعله من باب التوسع والاستقلالية، وكأن الأمور كانت ضيقة على منظمة بدر وهي الكيان الواسع صاحب التاريخ العتيد أو مغلوب على أمرهم مع عقلية ونهج يُربي بهم ويكبر عندهم روح الإبداع وخلق الفرص والمبادرة، وهي عقلية تجذرت من شهيد المحراب وعزيز العراق رحمهما الله، لتقوى وتتعمق مع أبن المرجعيّة ووصيّة عزيز العراق بشخص سماحة السيّد القائد عمّار الحكيم، ومنهم من عده نضوج سياسي وبداية لمرحلة جديدة في العمل السياسي مع تطور العمليّة السياسيّة في العراق ومواكبة الأحداث الإقليمية ولست ادري ولا البدريون يدرون عن هذا الموضوع شيء، وهم من واكب وعُجن بهذه الأحداث وعايش كل مراحل العملية السياسيّة، ومروا بظروف وساعات عصيبة لم تكن مبررة لينفصلوا أو يروا قصوراً في آلياتهم وهم يسيرون ويتحركون وراء قيادة الحكيم وجنب إلى جنب مع المجلس الأعلى، ولم يشفِ غليل البدريبن أو ما يعتصر قلوبهم من الألم والحسرة أيّ تبرير ولن يقنعهم أيّ جواب من كل تلك التي طرحت أو سوف تطرح وستظهر على السطح، إلاّ كلام الصدق وترياقهم المجرب، وشفاء لقلوبهم المنكسرة لن يسكتهم إلاّ حديث الحكيم وكلام الحكيم وقوله هو الفصل عندهم فهم ينتظرونك أيّها الحكيم، قل ولو كلمة واحدة تلفظ بحرف واحد اهمس في أذاننا نسمع لك ونطيع، هذا كلامهم ومواقفهم التي بانت يوماً بعد يوم هؤلاء هم البدريون على العهد باقون حديثهم فيما بينهم بأنها مؤامرة فيترفعون عن ذكرها، أراهم متوثبين عيونهم تقدح شرراً على كل من فعل هذا ويتوعدون وبنفس الأسلوب يسكتون ويصمتون ولا تأخذ منهم كلمة طعن واحدة، أو مؤاخذة ولا يتكلمون في الشارع فهم ليسوا دعاة فتنة او طلاب دنيا هم مشاريع إصلاح صناديق مقفلة كما عهدناهم دائماً إلاّ أنهم يرتحلون إلى قائدهم ويرجعون إلى مرجعيتهم السياسيّة التي عهدوها وجربوها في أحلك المواقف واشد الصعاب واعتاها، فأوصلتهم إلى بر الأمان ربحوا الدنيا وفازوا بالآخرة إلى الحكيم هذا هو كلامهم هذه الأيام وماذا قال الحكيم انتم البدريون فكونوا كذلك فلم يرد أنّ يكونوا كغيرهم، يُريدهم أن يبقوا أصحاب النفس الطويل وكما عهدهم ثابتين على طريق ذات الشوكة فلا يهمه كثرة خفق النعل خلفه أو ارتفاع الأصوات وهي تنادي بحياته وفداءه أنّ لم تكن تلك الأصوات قادرة على الحياة فعلاً !!!.