يبدو ان الشعب العراقي وجميع الكتل السياسية ضحية لمؤامرة دولية وإقليمية ستقود إلى إيجاد مبررات لتدخل أجنبي.
يمكن للمراقب بعناية للمشهد السياسي العراقي والأدوار المسرحية للدول الإقليمية المرتبطة بهذا الطرف الخارجي أو ذاك إنها تدفع بقوة بشكل غير مباشر ومن خلال إيحاءات ورسائل سياسية وإعلامية مغلفة بإدعاء الحرص على العراق وشعبه باتجاه أن يتمسك كل طرف سياسي بمواقفه بقوة وعدم تقديم تنازلات للأطراف الأخرى.
وهذا ما يفسر تذبذب المواقف السياسية بين المرونة أحياناً بدافع الحس الوطني الشخصي والتصلب أحياناً أخرى بـتأثير تلك الإيحاءات والرسائل المسمومة، فما أن يشعر المراقب ولأكثر من مناسبة إن انفراج الأزمة قريب من خلال كم هائل من التصريحات والتطمينات للشعب التي توعد بحل الأزمة السياسية خلال أيام ثم ما تلبث أن تتعقد الأمور في عودة واضحة وسريعة إلى المربع الأول من المواقف المتصلبة، كل هذا مع تعطيل غير مبرر لدور مجلس النواب إكمالاً لخيوط المؤامرة.
وعلى النحو المتقدم فان شعب بدون مجلس نواب وبدون حكومة متفق عليها مع تصعيد خطير للأعمال الإرهابية التي نزلت للشارع في مواجهة علنية مع القوات الحكومية يعطي مبررات قوية لتدخل إقليمي ودولي قد يجهض والى الأبد دولة الديمقراطية والحريات العامة في بيئة إقليمية تسعى بكل جهد ومال وقدرات استخبارية لإسقاطها لما تسببه لها من إحراج لها تجاه شعوبها التي تغفو تحت سياط التسلط والدكتاتورية الوراثية، فما العراق الجديد في نظرهم إلا طائر يغرد خارج سربه ويجب أن يموت أو أن يلتحق بالسرب المقيت.
والحل الأمثل لمواجهة هذه المؤامرة الخطيرة، كما أكدنا مراراً، هو في انعقاد مجلس النواب لينتخب رئيساً له وانتخاب رئيساً للجمهورية ثم عرض مرشحي الكتل السياسية لمنصب رئيس الوزراء للاستفتاء العام من قبل الشعب ليقول كلمته الفصل، وما عدا ذلك فان رياح المؤامرة قادمة لتأخذنا على حين غرة.
عضو الائتلاف الوطني: فارس حامد العجرش