ورغم أن القوم الذين ابتعثوا الفياض كعراب تمترسوا بمظلة عقد (القمة العربية ) في بغداد كذريعة تترتب عليها نتائج أقلها (إطفاء) أيّة ديون عراقيّة قوامها (دماء) آلاف الأبرياء العراقيين..كانت على ذممهم ودماؤهم على السعودية التي كان يمكن مقاضاتها أممياً لو أُتيحت الظروف الدولية المناسبة لزجها الآلاف من أبنائها كقنابل مفخخة موقوتة يفجرون أجسادهم النتنة وسط مياديننا وأزقتنا ليحولوا شبابنا ونساءنا وشيوخنا إلى أكوام من الأشلاء الممزقة تملأ سيارات الشحن الصغيرة (البيكبات) التي غالباً ما تنقل فيها أشلاء الشهداء من ضحايا مفخخات أبناء آل سعود الراغبين بالعشاء مع (الرسول!!).
الأمر الآخر إنّ عقد القمة العربية برئاسة بغداد لا يعني الانبطاح لـــ(العربية السعودية)، تحت مزاعم ( تطبيع) العلاقات مع السعودية وإبتعاث العرابين والوفود والوسطاء إلى عاصمة (الوهابية) بغية التمهيد لزيارة (المالكي) الذي لم يفرغ من شجاره ومشاحناته مع الرئيس العراقي جلال الطالباني بغية إقصائه عن موقعه الطبيعي والبروتوكولي في رئاسة القمة... حيث يسرب له ولبطانته بأنّ الرئيس..(كردي).. و(القادة) العرب (يتحسسون) من ترؤس شخص (كردي) لقمة (العربان)، وطبعاً كلّ تلك التسريبات مع (حزمة) من المناكفات السياسيّة والضغوط السياسيّة على (الخط الكردي) من اجل إقناع طالباني بالتنازل عن حقه البروتوكولي برئاسة القمة ليعتلي المالكي كرسي الصدارة في قمة بغداد التي يُريدها تاريخية كما أرادها صدام عام ١٩٩٠، والتي أمّل فيها الخروج بشطب الديون التي رتبتها الحرب ضد إيران على العراق إلى جانب الاعتراف له بالزعامة العربية وبالموقع الأبرز في الإقليم حيث تبجح أمام العرب بأنه كان في حربه ضد إيران يُدافع عن العراق وعن دول الخليج في آنٍ واحد..وانه كان (حارس البوابة الشرقية) و(حامياً) للعالم العربي.
على كل حال.. قد لا تصل مطامح (رجلنا) اليوم إلى ما كانت عليه مطامح الدكتاتور صدام.. ولكنها الأثمان التي بدأت تترتب على الناس جراء هذا الانبطاح للسعودية العربية كراعٍ للعرب بعد أفول نجم مصر كقائدٍ للعالم العربي.. أقول إن ثمن انبطاح المالكي أمام السعودية كان من جعبة ذوي وأهالي الشهداء الذين سقطوا بفعل مفخخات وعبوات عناصر قاعدة (الوهابية) الذين كانوا ينسلون من سوريا ومن الأردن ومن (عرعر)، في جوف الليل ليصبحوا في ثكنات وملاذات آمنة يشترون أصحابها بآلاف الدولارات، وطبعاً يصلون إلى مبتغاهم السادي المرضي عند تفجيرهم عجلاتهم المفخخة أو أحزمتهم الناسفة في أوساط الشرائح البريئة من العراقيين نساءاً ورجالاً شباباً وشيوخاً صغاراً وكباراً.
المأساوي في القضية أن المالكي رضي أنّ يبادل أعداد كبيرة من تلك الزمر الوهابية الضالة التي القي القبض عليها داخل الأراضي العراقية متورطة في عمليات إرهابية محققة وعمليات تفخيخ أو قتل أو ذبح.. أو حتى ناجون من عمليات تفجير أحزمة ناسفة لم تنفعل صواعقها وخابت..رضي المالكي أن يُبادل هؤلاء..بسجناء أو معتقلين ألقت القبض عليهم سلطات الرياض وهم داخل أراضينا بعد أنّ توغلت مفرزات حدودية سعودية واختطفتهم وهم فوق أراضٍ عراقية وكانوا يصيدون في الرحب والفسح والأراضي العراقية.. أو إنهم ضلوا الطريق ذات ظهيرة أو مساء ودخلوا الأراضي السعودية سهواً دون قصد.. وكل جرمهم تجاوز بضعة أمتار أو مئات من الأمتار داخل الحدود السعودية ليجد السعوديون ضالتهم ويسارعوا في إلقاء القبض عليهم وزجّهم في معتقلات وسجون رفحاء أو الارطاوية بغية استخدامهم كورقة ضد العراق.. وها قد أتى ذلك الوقت.. وأتيح لهم أن يبادلوا هؤلاء العراقيين الأبرياء بذباحيهم وقتلتهم وعتاة الإرهابيين الذي عاثوا في ارض الرافدين فساداً وتقتيلاً وتزييفا للأفكار وخداعاً للكثير من الشباب العراقيين الذين تمكنت عصائب القاعدة الوهابية من تضليلهم لينخرطوا في العمل معهم وليوسعوا امتداد عصابات القاعدة الإرهابية في ارض العراق..
عموماً.. قد يفلح المالكي ورجالاته في إجراء صفقة تبادل (الأبرياء العراقيين) مقابل (الذباحين والقتلة والإرهابيين الوهابيين) السعوديين الوالغين بدماء العراقيين في داخل سوحنا أو مدارسنا أو مياديننا..والذين يعودون لديارهم (فرحين آمنين!!). ...فيما أبرياؤنا ذبحوا سابقاً وفي العديد من المرات في معتقلات الارطاوية ورفحاء..حيث أرتضى أصحاب (الصفقة) أنّ يتم تبادل المعتقلين المجرمين الملطخة أيديهم بدماء العراقيين وإيقاف أحكام الإعدام ضد الإرهابيين التكفيريين في بعض من سجون بغداد تحت شعار مصلحة (الشيعة) والتمهيد لترحيلهم إلى بلدهم السعودية.
ويدور في أروقة الناس ومجالسهم حديث استياء من مساواة الصفقة الدائرة بين بغداد والرياض تحت الكواليس وفوقها ..لتبادل عراقيين أبرياء مقابل سعوديين ذباحين وعتاة الإرهابيين من عناصر تنظيم القاعدة والذي باركته صحيفة معنية بأمر المطالبة بتطبيع العلاقات مع السعودية التي هي موئل الإرهابيين والذباحين.
عموماً كانت لجنة لتقصي الحقائق بشأن معتقلين عراقيين في السعودية.. كشفت في السابق أمر المعتقلين العراقيين في السعودية، وان القوات الأميركية سلّمت للرياض (ودون علم العراقيين) جميع المعتقلين السعوديين الذين كانوا تحت مسؤوليتها وفي السجون التي كانت تديرها تلك القوات. وان ما تبقى بات بيد الحكومة حيث يروم بعض القادة استخدامهم كورقة للتبادل مقابل عقد القمة العربية ببغداد بمستوى زعماء وليس مندوبين أو سفراء حتّى.. والثمن دماء العراقيين الذي راحوا ضحية التفجيرات والعمليات الإرهابية التي قام بها ذباحو السعودية التكفيريين.
أهالي شهداء الجرائم الإرهابية لأبناء (المملكة السعودية) من العراقيين كانوا يتوقعون من الحكومة ومن المالكي أن يتخذ إجراءات حكومية سريعة في محاكمة السعوديين ومن معهم من القتلة والمجرمين العرب في السجون العراقية ومقاضاتهم وتطبيق أحكام القضاء وتنفيذها بحقهم.والتي أقلها حكم الإعدام لتلبسهم بجرائمهم المشهودة.