الكتابة عن رموز اسرة الحكيم المجاهدة – وكلهم رموز خالدة – بدءا بزعيم الطائفة المرجع الكبير السيد محسن الحكيم ( قدس سره ) ومرورا بأنجاله الوية الشهادة السادة الاجلاء : محمد مهدي الحكيم ،عبد الصاحب الحكيم ، علاء الحكيم ، محمدباقر الحكيم شهيد المحراب ،عبد العزيز الحكيم عزيز العراق ... والنجوم الازاهر الآخرين شهداء النهج والعقيدة ، الكتابة عن كواكب قافلة النور هذه- سواء عند رحيلهم او استشهادهم اوتشييعهم او تأبينهم والاحتفاء بذكراهم – الكتابة تتحول الى (دايلوج ) مهيب خارج حدود الندب والنواح والعويل وكل مفردات التأبين حتى لكأنك تخاطب صاحب المناسبة منهم وتناجيه وجها لوجه، بل تحس حضوره قلبا وقالبا..يسير مع مشيعيه.. يجلس وسط المحتفين بهم .. ينهض بين الفينة والاخرى مستقبلا ضيوفه والمشاركين في احياء مجلسه. شعور غريب يشاركني اياه كل من عرف اسرة الحكيم عن قرب او التقى احد رموزها كونهم يعيشون في ضمائر المحبين .. يتوسدون القلوب ويعششون في حدقات العيون ...حتى وان رحلوا بيض الوجوه والايدي والضمائر والصحائف.
كان عزيز العراق ملازما لأخيه الشهيد السعيد محمد مهدي في منفاه حتى في سفرته الى السودان حيث تربص به مجرمو البعث الصدامي فحلق شهيدا سعيدا ونجى الله عزيز العراق بعد اصابته بجراح جراء الهجوم عليهما في مطار الخرطوم ليحمل الراية الجهادية جنب اخيه شهيد المحراب في مسيرة شائكة مزروعة بالالغام محفوفة بالموت ، والذي تربصت به هو الآخرمؤامرات اعداء العراق وتجربته الوطنية.. وتشاء الاقدار ان تخطف صانع النصر المؤزر على الطغمة الصدامية في الاشهر الاولى من عملية تحرير العراق وارساء الحكم الديمقراطي فيه بعد عقود سود من الاستبداد والامتهان والدكتاتورية ،ليتحمل عزيز العراق الامانة كاملة...
الامانة الكاملة ليس على مستوى اسرة الحكيم الكبيرة وعوائل واطفال شهدائها ومتطلباتهم اليومية فقط، وليس على مستوى تنظيمات المجلس الاعلى ومنظمة بدر فقط، وليس على مستوى العملية السياسية لوحدها - وهي غظة طرية في مهد محاط بالتهديد والتآمر من داخل العراق وخارجه ومستهدفة بالموت لحظة بلحظة - فقط ... تحمل الامانة كاملة على كل هذه الاصعدة والمستويات فضلا عن المسؤولية العظمى المتمثلة بمصير العراق الجديد ومستقبل اجياله !.
لاشك ولا ريب انها مسؤوليات جسام تنوء بها الجبال الشم لكن عزيز العراق لم يهن ولم يجزع ، لم يشكو ولم يتذمر ..لم يتلكأ..لم يتردد ولم يستسلم ...كان يئن بصمت .. يخفي اوجاعه..لم يشعر احدا بسقمه وعلته ودائه حتى استفحل وظهر للعيان ..
على فراش الموت كان يراقب تطورات العملية السياسية واحداث الساحة الملتهبة من خلال ماتنقله الفضائيات فيجيبها بدمعة غزيرة كونه منشغل بتسابيح عميقة مشاركا ملك الموت الذي احتضنه برفق وحنان .