عندما نقف على تاريخ الامم فإننا نقف عند تاريخ من صنع هذه الامم ، ومن صنع لحظات بناء هذه الامم ، الشخصيات كثيرة ،ولكن الأكثر من ترك بصمة وانعطافة تاريخية في تاريخ بلد هدته الماكنة البعثية والعوز والفقر ، السيد عبد العزيز الحكيم ابن الامام والزعيم الراحل السيد محسن الحكيم كان تلك الانعطافة التاريخية المهمة في العراق الجديد ، السيد المظلوم الذي تحمل ما تحمل الكثير لكي تبنى دولة ويؤسس لمشروع وطني متكامل ، حقيقة هو امتداد طبيعي لسفر خالد اسمه شهيد المحراب وعندما نقف على الرجال الذين يتمتعون بشعور وطني في سبيل الله والأمة والوطن كثيرون، ولكن الرجال الذين يتصفون بصفة التضحية هم القلة من هذا النوع، وهم رجال يتمتعون بهذه الصفات التي خصهم الله بها ووهبهم إياها، ومن هؤلاء الرجال علماء وأدباء وحملة أفكار نيرة يخدمون بها دينهم وأبناء مجتمعهم وبالتالي فهم يحظون بمكانة كبيرة ومنزلة رفيعة في قلوب من عرفهم وجالسهم.
من رجالات العراق البارزين والذين تركوا بصمة واضحة على بناء اسس الديمقراطية في البلاد ، ولد (قدس) في النجف الاشرف بالعراق عام ١٣٧٠هـ الموافق ١٩٥٠م في بيت من اكبر بيوتات العراق حسباً ونسباً وعلماً وثقافة إسلاميّة، فوالده المرجع الديني الكبير السيد محسن الحكيم الذي كان زعيم الطائفة والمرجع الديني الأعلى والقائد السياسي للثورات ضد الانكليز.
كان لعزيز العراق (قدس) مكان الصدارة بعد شهيد المحراب (رض) في التخطيط ووضع العراق الجديد على سلم الحرية والعدل والمساواة لشعبه المظلوم، وفيما ينفع ويخدم العراق بلداً وشعباً، وهذا ليس بغريب عليه فهو ينحدر من عائلة كريمة مجاهدة استشهد الكثير من أفرادها بسبب مناهضتهم للظلم والجور الذي مر على العراق من قبل حكامه الذين توالوا عليه، والمعروف ان عزيز العراق (قدس) كان يتمتع بجرأة فائقة ومواقفه الشجاعة مع القريب والبعيد، فمواقفه الوطنية وأدواره الكبيرة لا يمكن ان تعد ولا تحصى، وتأريخه الوطني والجهادي معروف عند أبناء الشعب العراقي، هذا الرجل الكبير الذي فقده العراق والذي كان صوتاً قوياً في فضح جرائم نظام صدام ضد الشعب العراقي في كافة المحافل الدولية، وبناء العراق الجديد ، وكان وفياً صادقاً لقضيته المحورية في خلاص شعبه ووطنه من اسر الطخمة البعثية الفاسدة .