يتفق جميع المحللين السياسين، بأن خطبة سماحة السيد عمار الحكيم (دام ظله) ليست كسابقتها، في بيان الموقف السياسي والأحداث التي يمر بها البلاد، حيث رأينا سماحته أكثر وضوحا" في تسمية المسميات، ووضع النقاط على الحروف الغامضة، وتصحيح الأخطاء السابقة التي انتهجتها الحكومات السابقة، التي لايروق للبعض تصحيحها والبت بها مطلقا، لأنها لا تصب في مصلحة المأزومين والمتربصين في إفشال العملية السياسية برمتها. الخطبة التي ألقاها سماحة السيد عمار(دام ظله)، رغم أنها جاءت لترتيب البيت الشيعي المتمثل في بالتحالف الوطني، على أساس توافق القوى الفاعلة، التي عبر عنها سماحة السيد بتقديم المصالح العليا للوطن والمذهب، على مصالح الأشخاص والأحزاب، لأنه يرى أن التعطيل والتشضي داخل التحالف الوطني، اتجه بالتحالف صوب المجهول، مما نتج عنه مكونات تبحث عن مصالحها الشخصية الضيقة، دون النظر إلى حجم المسؤولية والإلتزام الشرعي، والأخلاقي للتحالف أمام أبناء البلد. لذلك دعى إلى إعادة بناء مؤسسة التحالف الوطني من جديد، لكي تكون قادرة على مواجهة الأزمات والظروف الإستثنائية، التي يمر البلاد بها داعيا بأن الباب مفتوحا" لكل القوى، لبناء تحالف وفق رؤى ومتطلعات جديده، وهذا ما يتمناه كل فرد منتمي إلى هذا البيت، القوي المنسجم الذي دعى إلية سماحة السيد الحكيم، وكذلك من حق هذا التحالف القوي إختيار رئيس قوي، كي يمثله ويسير مهامه بالشكل الصحيح. ورئاسة التحالف كما يعلم الجميع ليست هي حكرا لأحد، أو لجهة معينة أو لحزب معين بل هي من حق كل الكتل، المنظوية تحت خيمة التحالف أن تختار رئيس لها، ترى فيه مواصفات غير موجودة عند أقرانه، تمكنه من قيادة التحالف نحو بر الأمان وهذا هو عين الصواب؟ كما هو واضح. لكن لماذا نجد بعض المأزومين يحاولون أن يتصيدوا بالماء، العكر؟لأجل منافع شخصية ضيقة لاتريد الخير إلى هذا الشعب. وتحاول بين الحين والآخر تأجيج الشارع وقلب الرأي العام لصالحها، كما ذكرت صحيفة ( اليوم الثامن) حيث ظهر أحد أعضاء دولة القانون، وجناح المالكي خلف عبد الصمد وقال لن نمنح أصواتنا، لرئيس المجلس الأعلى عمار الحكيم ليكون رئيسا للتحالف الوطني، وذكر الصمد في الصحيفة ذاتها على الرغم من حصول الحكيم، على توافق كبير داخل التحالف الوطني، من كتل عديدة منها الأحرار والفضيلة وبدر وجناح العبادي، لكننا سنكون عقبة أمام تسمية رئيس هذا المنصب، لأن الحكيم كان اللاعب الأبرز في منع الولاية الثالثة كما يدعي. إذا هل أصبحت رئاسة التحالف ساحة لتصفية الحسابات الشخصية؟ اذا كان سماحة السيد عمار الحكيم يحضى بمقبولية التحالف الوطني، لماذا لايمنح هذا المنصب خصوصاً هو يمتلك مواصفات القائد المحنك، الذي يمتلك جميع الحلول المناسبة للبلد والتي يفقدها أقرانه، في التحالف الوطني؟ لابد من جميع المكونات التي تفضل مصلحة الوطن، على المصلحة الشخصية بالسير خلف مشروع الحكيم الذي دعى إلية، وتعيد بناء وترميم البيت الشيعي، وتترك المأزومين وطرداء المرجعية يغنون خارج السرب.