دستوريا وقانونيا وانسانيا التظاهرات السلمية حق مشروع الغاية منها التعبير عن معاناة او مظلومية او فساد وعلى الجهة المسؤولة الاستماع والعمل على لتنفيذ مطالب المتظاهرين ، وبما ان العراق يعاني من انقطاع التيار الكهربائي ونقص بالخدمات وهي منذ سنوات ، وقبل ايام خرجت تظاهرات حاشدة واوصلت رسالتها الى المسؤولين في حكومة العبادي ، وقد اتخذت الحكومة خطوات مسؤولة اهمها تجميد عمل وزير الكهرباء ، ووعدت بتنفيذ المطالب ، وهذا جيد لم نشهده في حكومتي المالكي السابقتين التي كانت تتهم المتظاهرين بانهم ارهابيين وينفذون اجندات خارجية وتعتدي عليهم بالضرب وحتى باطلاق العيارات النارية ، وهذا يدل على الفرق الكبير بين تعامل حكومة المالكي وحكومة العبادي التي تعاملت مع المتظاهرين تعامل انساني .
ان الغريب في الامر هو التحشيد للتظاهر وبشكل غير مسبوق ومن قبل الذين سرقوا مئات المليارات وسرقوا ميزانيات باكملها ، وتسببوا بمقتل عشرات الالاف وسلموا ثلث العراق لتنظيم داعش ، وفشلوا فشلا ذريعا في تجهيز المواطن بالتيار الكهربائي وتقديم الخدمات رغم الميزانيات الانفجارية ، وسؤال يطرح نفسه اين كانوا هؤلاء المتظاهرين المتحمسين من فساد حكومة المالكي التي تعتبر افسد حكومة في تاريخ العراق ؟؟؟ واين غيرتهم من سقوط اربعة محافظات ؟؟؟ والاهم اين غيرتهم من استشهاد عشرات الالاف في مقدمتهم شهداء سبايكر وبادوش ؟؟؟ هل ان دماء الشهداء رخيصة لهذا الحد ؟؟؟ الاسئلة موجهة للفقراء الذين يشاركون على نياتهم ، اليس الاولى ان تصعد غيرتهم على دماء الشهداء الذين ذهبوا ضحية فشل وفساد حكومة المالكي ؟؟؟ واين المتظاهرين من واقع العراق المفلس لعدم استلام حكومة العبادي من الحكومة السابقة اموال مع هبوط اسعار النفط ، وهذا يعني ان الحكومة مفلسة ولو لا زيادة صادرات النفط بهذه الفترة القياسية لايمكن توفير رواتب الموظفين والقوات الامنية الباسلة .
هناك من يحاول تسيس التظاهرات للجهة الفاشلة التي تسبب بدمار العراق وقد غيرت المطالب من الخدمات وتوفير الكهرباء الى اسقاط الحكومة برفع شعار اسقاط البرلمان ، لارغام اللجنة التحقيقية بسقوط الموصل بعدم الاعلان عن المسبب ،وهناك من ترك حرب داعش تهيئوا للسيطرة على الشارع لتسليم السلطة للفاشلين بحجة ان الشعب يريد نظام رئاسي ، وهذا يعني انهم سيشعلون حربا تستنزف دماء العراقيين الشيعة ولا تنتهي هذه الحرب الا بسيطرة تنظيم داعش الارهابي ، ان الجاهل يفعل بنفسه ما لا يفعله به عدوه وهذا حال الذين يشاركون بالتظاهرات ولا يعرفون عواقبها وستكون الضحية الشرائح الفقيرة والمسالمة ، فالحذر الحذر من هذه التظاهرات ، فلو نجحت المآرب علينا ان نقدم التهاني لتنظيم داعش الارهابي