تتصاعد حدة التهديد والوعيد في القنوات الداعشية السبع المعروفة تمهيدا لتظاهرات واسعة لاسقاط النظام في العراق ، يقرعون طبول الخريف العراقي ويرددون شعارات مشؤومة رددها من قبلهم الليبيون والمصريون والتونسيون واليمنيون فقضوا على حكامهم المستبدين لكنهم سلموا السلطة الى القاعدة وداعش ! العرب الذين استخدموا شعار (الشعب يريد تغييرالنظام) يعيشون اليوم مرارة الندم في دوامة الفوضى والضياع ويترحمون على انظمة مبارك والقذافي وبن علي وصالح ، يترحمون على أيام الدكتاورية التي اخذت منهم كل شيء ومنحتهم الأمن ، اليوم العصابات الإرهابية تعبث بتلك البلدان وقد اخذت من الناس كل شيء بلا مقابل . اليوم يتم استدراج العراقيين الى تظاهرات تبدو مطلبية مشروعة يقرها الدستور وتشجعها الديمقراطية وتفرضها المظلومية وما يعانيه الناس من الفشل والفساد والفوضى ، الا ان الأعداء المتربصين يريدون تحويل تلك التظاهرات الى اعتصامات ومنصات ذل لاسقاط النظام ، يستعد دواعش الشيعة وهم فريق له مراجعه المختلقون وقد اندمجوا مع البعثيين الشيعة ليشكلوا عصابة داعشية خليجية التمويل صهيونية التخطيط تسعى لجر العراق الى مصير مجهول ، وهم مثل دواعش السنة الذين اندمجوا مع البعثيين السنة وصنعوا الكارثة في غرب العراق ، هؤلاء الذين سيركبون الموجة هم اخطر بكثير من اللصوص الحاكمين الآن ، العراق ليس دولة استبدادية ليتم تغيير نظامه بالتظاهرات والمعارك الشارعية والمذابح ، الشعب ليس مضطرا الى اتخاذ هذا الخيار بل لديه الانتخابات وهي خير وسيلة لتغيير الفاشلين والفاسدين ، واذا كان الشعب قد اخطأ في استخدام الانتخابات لاختيار الاصلح في دورتين فانه في الدورة المقبلة لن يخطئ وقد فهم الدرس جيدا . خلاصة الأمر ان الدواعش هزموا في الجبهة العسكرية شر هزيمة واقتربوا من نهايتهم والآن هم يجربون حظهم في الجبهة السياسية وهذا تدبير مكشوف لا ينطلي على أحد خاصة عند النظر الى توقيت الأزمة وترويجها ، والسؤال الطبيعي : العراقيون عانوا ١٢ سنة من فقدان الكهرباء والفقر والبطالة والفساد والفوضى ولم يتظاهروا يوما فلماذا يتظاهرون الآن ؟ في وقت تخوض حكومتهم حربا خطيرة وتحقق الانتصارات ؟ من صبروا ١٢ سنة الا يصبرون سنة إضافية حتى تنتهي المعركة مع داعش وبعدها يكون لكل حادث حديث ؟ سقوط الدولة والحكومة التي تقاتل داعش اليس المستفيد الأكبر منه هو داعش نفسه ؟ اخرجوا للتظاهرات ولكن اهتفوا ضد داعش وحواضنه ومموليه وقنواته ، اهتفوا ضد الفساد والفشل الخدمي والأمني ، طالبوا بحقوق الحشد الشعبي وشهداءه ، طالبوا بحقوق النازحين هتافات مدوية شرعية مطلبية ، طالبوا بتقديم الفاسدين الى المحاكم .