لا اعرف عن الأمين العام الجديد لمجلس الوزراء السيد عماد ضياء الخرسان الا ما كتبه عنه بول بريمر، رئيس سلطة الائتلاف الذي حكم العراق (٢٠٠٣-٢٠٠٤). كان مبعوثا دائماً على ما يبدو بين بريمر والمرجع الشيعي الأعلى السيد علي السيستاني الذي رفض استقبال الأميركيين او الحوار المباشر معهم. لست متاكدا ان كان الخرسان عضوا في حزب الدعوة لكنني لاحظت من اشاد به من قبلهم. وما كانوا ليسكتوا عن تعيينه لو أتى بغير رضاهم. المهم انه يأتي من زمن الضياع الاول. زمن الاجتثاث الاول وقتل المصالحة قبل ولادتها وحل الجيش العراقي بدلا من دعمه كمؤسسة وطنية غير طائفية. والسياسات المعروفة الاخرى التي دمرت هياكل دولة كانت من أعمدة الشرق الأوسط رغم كل أمراضها وعيوبها. السياسات تلك انتقدها امامي وفي اكثر من مناسبة سياسيون بل ودبلوماسيون أميركيون في مناسبات وأوقات مختلفة بعد عام ٢٠٠٤. كان السيد الخرسان مبعوثا لبريمر وقريبا منه. قد لا يجعله هذا مسؤولا بالضرورة عن كل ما فعل ولكنه يأتي من ذلك الزمن وتلك المجموعة ليستلم ما الت اليه الأمور اليوم في بلد الضياع. بل ان تقاريرا صحفية تتحدث عنه مرشحا في الحقيقة لحكم العراق، لمنصب رئاسة الوزراء وليس فقط الأمانة العامة. يروى ان الحسن بن هاني (ابو نواس) حاول يوما ان يترك الخمر فلم يستطع فترك محاولته وعاد بقصيدة من درر شعره ومنها: دع عنك لومي فان اللوم اغراء وداوني بالتي كانت هي الداء وقل لمن يدعي في العلم فلسفة حفظت شيئا وغابت عنك أشياء