أن آذار من عام ١٩٩١ كان هو البداية التي سطر فيها العراقيين أروع ملاحم البطولة والتضحية وثاروا على الظلم والاستبداد وواجهوا رصاص الغدر بصدورهم وسقوا شجرة الحرية بدمائهم إلا أن القدر لم ينصفهم وتأمرت عليهم إرادات الدول المستبدة وعتاة العرب وكان للحكام العرب الذين قلعت جذورهم انتفاضات الشباب العربي في تونس ومصر وليبيا واليمن ولا زالت الإرادة الواعية للمسلمين العرب تقاوم من اجل تغير الواقع الفاسد في السعودية ودول الخليج التي يحكمها مجموعة من المنتفعين الذي لأهم لهم سوى بطونهم وفروج البغايا الدور الأساس في قمع انتفاضة الشعب العراقي المظلوم وإتاحة الفرصة للجلاد المجرم صدام ولجاوزته الأجراس لقمع أرادة الشعب الحرة التي بقيت متوهجة الى ان سقط الطاغوت في ربيع آخر تزامن مع اليوم الذي قتل فيه الشهيد السعيد محمد باقر الصدر( قدس) .
أن الدول المستبدة وعلى رأسها أمريكا قدمت اعتذارا رسميا للشعب العراقي على ماقامت به من خيانة في مساعدة المجرم صدام من خلال السماح له بقتل الأبرياء وبطريقة وحشية وهذا الاعتذار الرسمي يحتم على الحكومة المطالبة بتعويضات لغوائل الذين تضرروا من جراء تلك الخيانة .
ان على الساسة العراقيين إنصاف ضحايا الانتفاضة الشعبانية بالاهتمام ورعاية عوائلهم وتوثيق هذه الملحمة البطولية من تاريخ العراق المعاصر وعلى كل العراقيين الوقوف وقفة إجلال وتقدير الى اولئك الذين بذلوا مهجهم من اجل خلاص شعبهم من براثن الطاغوت وعبّدوا طريق الحرية وأعطوا دفعا معنويا للشباب العربي للثورة على الطغاة الذين أذلوا العباد .
أن انتفاضة شعبان مدرسة للتضحية والفداء وستكون منهجاً لكل من يريد الحرية والاستقلال ومن يريد تغيير الواقع الفاسد في جميع الدول العربية والإسلامية لتعيش شعوبها السعادة والاستقرار والتعبير عن الرأي في اختيار شكل الحكم في بلدانهم .
ان على الشعب العراقي الأصيل القيام بانتفاضة شعبية عارمة للوقوف بوجه الفساد المالي والإداري الذي تمارسه مجموعة من الذين أوصلتهم دماء وتضحيات شهداء الانتفاضة الشعبانية لكي يحقق الهدف الذي ضحى من اجله .
السلام على كل ضحايا الانتفاضة الشعبانية وتحية لكل عوائلهم وذويهم وعلى كل شهداء العراق في جنوب ووسط العراق وشماله , السلام على شهداء حلبجة وستبقى راية الحق خفاقة في العراق الحضارة عراق مابين النهرين .