يخوض العراق حروب نفسية وجهادية, هي تحرير الأراضي العراقية, من براثن الشر والضلالة والإرهاب, المتمثلة بعصابات الإرهاب والوهابية, والخرافة والخونة والفاسدين, الذين سلموا أرض الوطن وديعة بيد الأعداء, وأختص بمعالجتها وتحريرها حشدنا الشعبي المقدس, الذي رسم هيكله وطريق عمله, بيان الجهاد الكفائي, الذي أطلقته المرجعية الرشيدة, المتمثلة بقيادة إمام الأمة الإسلامية ومرشدها, سماحة الآية العظمى, السيد علي السيستاني (دام ظله الشريف) .
الحرب النفسية التي أطلقتها حواضن داعش وأعداء الإنسانية, ومن ترتبط مصالحهم السياسية والإقتصادية بالعراق من الخارج, ومن الداخل الذين فضلوا المنصب المرموق بالدولة, على المصلحة العامة للشعب, وتم مساومتهم على أرض البلد وسيادته, من أجل المصالح الخاصة, يختص بعلاجها حشود الزائرين التي تتحمل معاناة السفر, والسير على الأقدام, لتثبت إننا موحدين أمام أعدائنا, ونرفض كل ظلم وباطل, وأدركنا خطر ومغزى شعارات التفرقة والتضليل, التي أدت بنا لنكون على شفا الهاوية, ليصبح البلد مقسم وتوزع ثرواته وخيراته, للمتربصين ويسعون للنيل منه, ويكون مصير أبناء البلد مشردين, لا قيمة لهم ولا وطن .
حشودنا أثبتت للعالم إننا أصحاب مبدأ ورسالة, لها جذور عميقة وأصالة, تمتد وتتغذى من الرسالة المحمدية, ومبادئ الدين الإسلامي, العقائدية والفكرية للسلف الطاهر لآل بيت الرسول (عليهم الصلاة والسلام), إن سيرتهم الطاهرة ومسيرتهم الجهادية, التي تتجدد على مر العصور, وكربلاء الحسين مدرسة الفكر والعقيدة, وما تحمل من فكر وعبر تفوق قابلية العقل البشري وتصوره, دليل للجميع إننا نمتلك عقيدة وقاعدة بشرية, تضحي وتدافع عنها بكل ما تملك من غالي ونفيس, عندما يتداركنا الخطر ويصدر النداء من رأس الهرم, ننتفض بما نملك من قوة وإرادة, تفتقر لها كثيرا من شعوب الدول في العالم, حاولت أمريكا والإستعمار وأذنابهم من دول الجوار, تجريدنا منها لكن إرادة الباري جعلتها تتجدد طاقاتها, وتزداد تماسك وصلابة .
تحاول وسائل الإعلام المعادية والمأجورة, حرف الحقائق عن مسارها الحقيقي, لرسم صورة أخرى للجانب الإنساني, الذي تتعامل به قواتنا المسلحة وحشدنا الشعبي, مع أبناء البلد الذين أطلقوا صرخة لإنقاذهم من المتسلطين عليهم, ولا زالوا يعيشون بأوهامهم أن البلد مقسم, وأساليبهم المخادعة, تستساغ لدى أبناء المناطق المنكوبة, رغم تغيير نبرات ندائهم, بأنهم هم المنقذين, جهلهم وخيبة آمالهم, تهيئ لهم إن تغيير الزي, ونبرة الكلام التي تفرضها المرحلة الراهنة, تحقق لهم مكانة جديدة بين أبناء الشعب, يطبل لها المستفيدين والمغرر بهم, من ترتبط مصالحهم وقيمهم بهم .
فشلت كل المحاولات التي كان لها في السابق, دور فعال للتحكم بمقدرات الشعوب, وتغيير الحقائق لما يخدم مصالح العدو, بفعل تطور وسائل الإتصال المقروءة والمسموعة والمرئية, ومواقع التواصل الإجتماعي, عبر شبكات الأنترنت, وسرعة نقل الحقائق, وتبادل المعلومات من مصادرها, التي لا تتجاوز لحظات, بكبسة واحدة على لوحة المفاتيح, في الحواسيب والهواتف والوسائل الإلكترونية الأخرى, ينتقل الحدث والصورة معا للمستقبل, فجعلت الشعوب الإعلام الموجه المخادع خلفها, و لا تعير له أهمية .
مواقع التواصل الإجتماعي, أعادت الحكم لأردوغان, وإنتصر بها على الشعب التركي الثائر, وإعترفت بأهميتها أمريكا, التي من خلالها تحقق فوز دونالد ترامب, وفشل الرئيس الأمريكي السابق, لذا هي سلاح ذات قوة فعالة ومؤثرة في وقتنا الحاضر, وفي تطور مستمر, من خلالها إستطاع الحشد الشعبي, والقوات العراقية الباسلة, نقل صورته الحقيقية للعالم, تثبتها براءة الأطفال المتحدثين, والشيوخ والنساء المسلمين وغير المسلمين, يقف العقل في ذهول, وتلجم الأفواه المعادية للإنسانية, عندما نرى إنسانية المقاتل العراقي, الذي يعيد للكنيسة صليبها, بعد أن صدرت منها إطلاقات أصابة صدر أخيه المقاتل الآخر, أي فكر وأي عقيدة يحمل هذا البطل العراقي ؟ .
حقنا نفتخر.. بأبطالنا وأبنائنا, ومبادئنا وعقيدتنا وحشودنا المقدسة, والحسين مدرستنا وإلهامنا, وفي الوقت نفسه نحذر أردوغان وأمثاله وأتباعه, والذين وعدوهم بتقسيم العراق, أنه هيهات أن ينال الموصل, وإن التشبث برعونتكم وأوهامكم, قد يفقدنا صبرنا, وتتوجه الحشود المليونية من كربلاء إلى نينوى, حيث تتواجدون, لتنثر أشلائكم, كما فعلنا في صنيعكم داعش, وقاعدتنا البشرية واسعة بكل العالم, ولا تخلو تركيا منها, شيعتنا بينكم, فأحذرونا ! كلمة تكفير أو جهاد, تطلقها مرجعيتنا الإسلامية الرشيدة عليكم, وقتها أنتم وأمريكا لا شيء أمامها .