الشعب العراقي نسيج متجانس ومتماسك, من مجموعة أطياف, تربطها وحدة العيش المشترك, ورابطة الدم, والعرف العشائري والتقاليد, وما أوصى به الدين الإسلامي, دين التسامح والعفو, جعلها متماسكة ومتراصة .
يحاول الإستعمار, وأعداء العراق, إختراق وحدة صفوفنا, وتفكيك وحدة أطيافه, وخلق فجوات تتسع, لتمرير مخططاتها ونواياها, ودفع العراق لحافة هاوية التقسيم, واشعال الفتن لنشوب حرب طائفية, والسعي لتقسيمنا, إلى مسمياتها الثلاث, شيعي وسني وكردي, وفصل كل منهما عن الآخر, لإضعافه والسيطرة عليه, ونهب خيراته .
المناخ أكثر ملائمة للتفرقة والتشتت, وتهميش بعض الأطياف, خلال السنوات الماضية, نتيجة السياسات الخاطئة, للسلطات الحاكمة, التي جعلت العيش ببلد يفتقر الى أبسط الأشياء, كالكرامة والإستقرار والأمان, وجعلت المواطن يعيش على بصيص من الأمل.
طالبت المرجعية الرشيدة, إحياء ما تبقى من بصيص الأمل, لإنقاذ العراق, وتشكيل حكومة جديدة, وقيام الشخصيات السياسية الدينية, بإعادة جمع الشمل من جديد, وجعل الكلمة والحوار سلاحها, لتقارب وجهات النضر بين الأطياف والأقاليم, لإنقاذ وحدة الصف العراقي, وربط أواصر الأخوة والمحبة للعراقيين, في حربهم ضد الكفر والإرهاب (داعش) .
إحتلال جزء من أرض العراق, من قبل العصابات التكفيرية الإرهابية, المسماة (بداعش), سلمتها لهم الأيادي الخائنة, من الفاسدين والفاشلين, وللحد من إنتشار هذا الخطر, الذي يؤدي إلى هلاك العراقيين, دفع المرجعية, وسماحة السيد السيستاني (دام ظله الشريف ) ,بإعلان بيان الجهاد الكفائي, لإنقاذ العراق, وشل حركة أعداء الإسلام الدواعش .
الإرتباط الصميمي بين الشعب والمرجعية, وبواسطة القيادات السياسية الإسلامية لأبنائها, وحاجة الشعب الملحة, تم دعوة العبادي لإصلاح الحكومة, وإنقاذها من الضياع, بعد أن أصبح الحال لا يطاق, بتردي الأوضاع الخدمية والمعاشية للمواطن العراقي, الذي يعاني من الواقع المرير وتقديم الفاسدين والفاشلين ومن عبث في امن العراق للعدالة, وتلبية مطالب المتظاهرين المشروعة.
تسعى بعض الدول والجماعات من الفاشلين والفاسدين, العبث في مقدرات العراق, وإيقاف مسيرة التقدم في ساحات القتال, ونقل القتال إلى المناطق الآمنة في الوسط والجنوب, لإخفاء الكثير من الحقائق, ويعطي الأولوية لما يخدم الفشل والفساد, متجاهل غرضهم الأول والأساسي تقسيم العراق, وتغطية خسارتهم, وتحقيق مصالحهم الشخصية, التي يعاني منها المواطن.
هل يستطيع العبادي إنقاذ العراق, من كارثة التقسيم ؟ ستجيبنا الأيام القادمة على ذلك .