هناك يدٌّ تلوح بالبقاء وأخرى تُمدّ للأعناق،.... هناك صراخ من أجل الهروب، ...عيون دامعة تودع الأحباب ... أبواب تغلق قبل حلول المساء ... أذان مترقبة تنصت يمينًا وشمالاً ... عقول مرهقة وأفواه مُكممة ... هنالك صوت خافت وكأن به رعشة الخوف ينادي من بعيد بالنجاة ... لغة تنشأ من اختلاط الحروف .. هنالك كيان عراقي يُبنى على الأنقاض والمخلفات ... هنالك أرض يطالها الجراد ... الأحداث والمناسبات التي فيه وكأنها مآتم مُقامة على الدوام ... المال يُسرق ليوزع للغرباء.... وأيادي تصافح من تحت الطاولات... مراهنات، مزايدات، منافسات، صراعات، تقسيمات، تزييف للحقائق، تحريف التاريخ، تعصب، تطرف، تحولات خطيرة، ...العبث بالتسميات وتحويرها، ...سلب الكرامة .... كل هذا وغيره موجود في المغارة المنسية...، التي فقط الغروب عنوانها والضياع مسكنها....
الدكتور
يوسف السعيدي