أيا كانت الدوافع والمبررات التي فرضت على النظام الخليفي أن يتجاوز الخطوط الحمراء ويضيف جريمة كبرى لجرائمه السابقة وذلك بتعدي قواته الامنية السافر على الرمز الوطني البحريني آية الله الشيخ عيسى قاسم باقتحام بيته مستخدمين العديد من القوات العسكرية البحرينية والسعودية بالاضافة الى الجرافات واطلاق الغازات السامة.
ان قرار حكومة بني خليفة هذا وبهذه الصورة الوحشية التي راح ضحيتها العديد من ابناء الحراك البحريني بين شهيد ومصاب واعتقال العديد منهم، سيضع البحرين امام تداعيات كبيرة وستفتح الابواب نحو تغيير اسلوب المواجهة بين ابناء الحراك والاسلوب التعسفي العنيف للنظام البحريني.
ولذا جاء رد القيادات الوطنية والعلمانية البحرينية شديد اللهجة مطالبا ابناء البحرين ومن اجل الدفاع عن حقوقهم المغتصبة ان يلبسوا الاكفان ويملؤوا الشوارع والازقة لايقاف التصرفات اللاانسانية والهوجاء الذي تمارسه القوت الخليفية والتي ان استمرت فانها ستكون كارثية وقد تصل الى حد عملية الابادة الجماعية للشعب البحريني .
ومن هنا لابد من الاشارة الى ان الشعب البحريني الثائر الذي صمد امام القهر والاستبداد الخليفي، واستطاع ان يضعه في موقف صعب امام انظار المنظمات الدولية والانسانية وتمكن بصلابة صموده وحراكه السلمي ان يوصل صوته الى العالم الذي اخذ يضغط على النظام الخليفي من اجل ايجاد طريق حل يضمن حقوق ابناء الحراك الشعبي ولكن هذا النظام قد اصم اذنيه ولم يصغي لهذه النداءات.
ولذا فان اقتحام الدراز بالامس سوف لن يمر دون ان يترك اثاره المدمرة وانه سيشكل وكما عبرت اوساط اعلامية وسياسية بحرينية عملية اشعال عود الثقاب في الهشيم، لان حالة ضبط النفس والتزام السلمية في الحراك قد اسقطها هذا السلوك الشائن والذي سيصب الزيت على النار.
وبالاضافة الى ذلك فان الساعات القادمة ستفرز صورة جديدة للمواجهة بين ابناء البحرين والنظام الخليفي الاجرامي مما يتطلب من المجتمع الدولي ان لا يبقى متفرجا على مايجري، بل عليه ان يتدخل وبصورة مباشر لانقاذ ابناء البحرين من كارثة حقيقية خاصة وان الاسلوب القمعي الهمجي لهذا النظام قد اخذ مداه.
وفي النهاية فان ابناء البحرين الذين صمدوا وخلال فترة العامين الماضيين لايمكن ان يستسلموا او يتراجعوا مهما كانت وحشية الاجراءات الخليفية، بل ان اقتحام الدراز والتعرض لمقام المرجعية الدينية المقدس سيدفعهم الى المرابطة والصمود ورص الصفوف وضم العديد من المناطق الاخرى لتشكل حالة ضغط جديدة على النظام وقد تكون هي بداية النهاية لازمتهم، وذلك بالوصول الى حل ناجع يفرض على حكومة بني خليفة خضوعها لارادتهم بمنحهم حقوقهم كاملة غير منقوصة.