قرأت يوم امس مكتوبا لسليم الحسني يبين فيه عن عدم قناعته وتصديقه لما كتبه له احد قيادات المجلس الاعلى عن بعض الشبهات التي تطال المجلس الأعلى ورئيسه السيد عمار الحكيم والظاهر من كتاباته السابقة انه قد بنى سلفا على ان لا يقتنع باي توضيح يقوم به احد !! من المقربين للاحزاب السياسية وأركانها كانت او اي شخص آخر وكانه بنى قناعاته على عدم نزاهتهم وصدقهم فيما يقولوه وهذا بحد ذاته محل للأشكال لان الانسان المنصف عليه ان يجرد نفسه من كل خلاف او اعتقاد مسبق عن الشخص او الموضوع الذي يريد ان يحكم به ضميره وهذا ما لم نجده في تقييمه وتكوين قناعته الشخصيه المبنية على تاريخ ومواقف قديمة لا نعرف خلفياتها!!
انا أود ان ابين هنا للاخ الحسني ان عدم قناعتك لما بينه القيادي في المجلس الاعلى عن شخص السيد الحكيم لا تمثل قناعة الشارع والجمهور لان هناك قناعات اخرى اوسع واكبر من قناعاتك التي كونتها على اساس وخلفيات حزبية وشخصية قديمة ...
فقناعتك لن تتغير حتى وان بينت لك الحقيقة من شخص غير حزبي وسيكون موقفك نفس الموقف لان قناعاتك ثابته كثبات البسمار بالخشب !!! ولكن هنا ومن الواجب الاخلاقي والشرعي رأيت من اللازم ان ابين لك القناعات الاخرى وقناعتي الشخصية تجاه هذا السيد الجليل سليل العترة الطاهرة وحفيد الزعامة الحوزوية ويشهد الله على ما اقول وكله مبني على ما رايته بعيني ولم تكن من مسموعات هذا وذاك وانا شخصيا لست حزبيا ولا احمل منصبا حزبيا ما وانما اتحدث عن ما شاهدته ( رواية لمولانا اميرالمومنين الامام علي بن ابي طالب عليه السلام قال
: "أما إنه ليس بين الحق والباطل إلا أربع أصابع... الباطل أن تقول: سمعت، والحق أن تقول: رأيت".
وسُئِلَ الإمام الحسن بن علي عليه السلام: "كم بين الحق والباطل؟ فقال عليه السلام: أربع أصابع، فما رأيته بعينك فهو الحق، وقد تسمع بأذنيك باطلاً كثيراً".
ومن خلال تواصلي المستمر خلال السنتيين الماضيتين مع السيد الحكيم الذي عرفته لاكثر من خمسة عشر سنة لم ارى في هذا السيد الجليل الا الزهد والتقوى ولم اشاهد منه الا النزاهة الحقيقة والمخافة من الله عز وجل وحبه لوطنه ودينه ومذهبه وكم من مرة رايته صارما وقاطعا مع كل من يحاول ان يستثمر اسمه واسم مؤسسته لمصالح شخصية وحزبية (مع كل ما تمر به هذه الموسسة الحزبية ( المجلس الاعلى ) من ازمة اقتصادية خانقة كما بينها لك القيادي في رسالته ) لكنه لم يسمح بإدخال دينار واحد شبه في مشروعه الوطني ودائما ما اسمعه مخاطبا القيادات والاخوة المقربين انه لم ولن يسمح ان يدخل مال شبه وفساد لهذا الموسسة ما دام موجودا هو على هرمها حتى وان اضطر ان يتركها ويرجع الى بيته الحقيقي وهي الحوزة العلمية المقدسة ...
نعم ايها الحسني العزيز اعلم ان هناك قناعات اخرى غير قناعتك تجاه هذا السيد النجيب مبنية من مشاهدات حقيقة وليست قناعات تكونت من اقلام كارهة ومأجورة ...
نعم انه سرداب متواضع وبسيط !! هذا هو بيت الحكيم كما قالوه لك وليس قصرا كما تقوله للاخرين !!!ونعم انه في ازمة مالية وليس كما يشاع من ترف وثراء ونعم انه زاهد ومتشرع وليس كما تشيعون انه فاسد .. ( ذلك ما تقولونه عن ابن زعيم الطائفة ولكن هذا ما رأيته ويراه كل من يبحث عن الحق ) فبرأيك هل اثبت قناعتي لما يقال ام لما اراه بأم عيني ؟!!
تصدق او لا تصدق ولكن الحقيقة ان هناك قناعات صادقة مبنية من مشاهدات واقعية لا مسموعات الشارع والمغرضين !! وهنا احب ان اقولها مرة اخرى لشخصك الكريم الذي كررت عبارة لم اقتنع عدة مرات في مقالك الاخير ، اقتنعت ام لم تقتنع فان الحكيم نزيه ..... وأقولها ولكل من يريد ان يحمل قناعاته على المجتمع في تقييم الاشخاص ان احتفظو بقناعاتكم لانفسكم لان الحق يبقا حقا لكل من يراه بعينه حتى وان كتبت كل مقالات الدنيا وسخر لها عشرات المرتزقة والمغرضين ...
ودمت مقتنعا