للأسف الشديد نجد في العراق المسؤول الإداري ليس هو من يدير الدائرة المسؤول عنها وفق رؤيته والإستراتيجية التي رسمها لقيادة الدائرة ، وإنما هناك من وراء الستار شخص حزبي يوجه ذلك المسؤول لتنفيذ ما يمر به . أن المسؤول الذي جاء عن طريق المحاصصة وتمت بصفقات تجارية ومالية وإدارية معه لتنفيذها ، لا تتوقع منه أن يقود الدائرة نحو الأفضل بالقدر الذي ينفذ سياسة مسؤوله الحزبي الذي أختاره لتولي أدارة تلك الدائرة .
عجبا كل العجب أن يقود العراق ناس جهلة فاقدين الأهلية لتمرير سياسة خاطئة أدت الى تدمير البد وأهلكت العباد وضاع كل شيء من خلال ناس مؤهلين علميا حاجته الضرورية الوصول الى المنصب مستغلا من تلك الطبقة الفاسدة وبالأخير يكون منبوذا من المجتمع الذي يقوده . فقد كان عندنا رئيس دائرة قادها على مدى تسع سنوات فأصبح أداة بيد من رشحه الى المنصب ونفذ سياسته وطلباته مما أدى الى تدهور الدائرة ، وأصبح الفساد يعلو ولا يعلى عليه ، وأخيرا نبذ حتى من قبل الشخص الذي رشحه وأصبح نسيا منسياً ، يلعنه كل إفراد المجتمع ، ويلعنوا اليوم الذي نصب فيه . وعندما خرج ولم يعد ، أذاق ضيق الكرسي به ومحاسبة الضمير ، فخرج يجر أذيال الغيبة يتوسل ببقائه ولو لفترة شهر من أجل أن يكمل الخدمة التقاعدية . أن من يتحمل المسؤولية في قيادة دائرة عليه أن يعمل بضميره أولا وليس بما يمليء عليه من وراء الستار بأن يعادي فلان ، ويقيل فلتان ، ويبقى علان ، لان الزمن مهما طال أو قصر ، فأن الكرسي لم يدوم ، وسوف يلعنه التاريخ كما لعن من قبله الآخرين .
الكاتب والإعلامي / الحاج هادي العكيلي