يوجد في حديث السيّد البارزاني تناقض واضح كتناقض موقف السيّد نوري المالكي في قضية نائب رئيس الجمهورية طارق ألهاشمي، فهو يقول إذا كان طارق الهاشمي متهم بالإرهاب لماذا سمحت له حكومة بغداد مغادرة العاصمة إلى كردستان وأنا أقول إذا كانت الحكومة العراقيّة سمحت لمجرم الهروب إلى كردستان لماذا استقبلته حكومة الإقليم، وهل هذا مبرّر منطقي لإيواء المجرمين؟، وإذا كان نائب رئيس الجمهورية عليه مذكرة اعتقال لماذا تسمح له حكومة الإقليم مغادرة العراق بحجة الذهاب بزيارة رسمية؟، والغريب في حوار البارزاني إنّه يتحدث عن مصلحة العراق وهو من الداعين إلى تقسيم العراق ويتحدث عن مصلحة الاكراد وهو وعصابته وأبنائه وأبناء عمومته سرقوا قوت الشعب الكردي وجعلوا كردستان ضيعة لهم ولعوائلهم وأقربائهم.
إنّ تستر حكومة إقليم كردستان على المجرم طارق الهاشمي وتسهيل مهمة وجوده في الإقليم ومساعدته بالهروب خارج العراق يدل على أنّ الموضوع كله عبارة عن صراع سياسي بين أربيل وبغداد.
إنها مهزلة العصر كشفها تراشق التهم بين البارزاني والمالكي فواحد يستخدم ملفات المجرمين الإرهابيين ويتستر عليهم لكي يظهرها في الوقت الذي يحتاجها كورقة سياسيّة يُزايد بها غير مكترث بما يقوم به هؤلاء المجرمين من أعمال تخريب وقتل للأبرياء، وآخر يأوي المجرم ويساعده على الهروب كورقة ضغط يستخدمها ضد خصمه للحصول على مكاسب وامتيازات سياسيّة، وبين هذا وذاك ضاع الحق وظهر الباطل والمتضرر الوحيد أبناء الشعب العراقي المحرومين.
والموقف الأغرب الذي يدل دلالة واضحة على سوء نية الاشقاء (الأعداء العرب) وعلى رأسهم السعودية وقطر فما قيمة حضورهم إلى القمة العربيّة التي طبل المالكي لها وزمر وهم يستقبلون متهم بجرائم إرهابية وقتل الأبرياء.
لقد اختلطت الصور وتشابه البقر علينا في بلدٍ كان يأمل أبنائه بالسعادة والأمان بعد زوال الطاغوت وإذا يفاجئه القدر بمجموعة طواغيت يحتاج إلى ربيع اسمه ربيع الخلاص للخلاص من هؤلاء.