المنطقة على شفَا حرب كبرى ، يتغير وجهها وإلى الأبد ، مع تزايد التصعيد في حرب لبنان ، والرد الإيراني الأعنف منذ السابع من أكتوبر ، ودخول الدول الكبرى على خط المواجهة ، جميع ذلك يؤشر أننا على موعد مع تغيير شامل .
بعد الرد الإيراني على الكيان الصهيوني ، وهو الأقوى على ألإطلاق ، وعلان الجانب الإيراني بأن الصبر الاستراتيجي قد أنتهى ، وأي حماقة أخرى للكيان أو داعميه ، يواجه بالرد الفوري و الحاسم … إضافة إلى إعلان المقاومة العراقية ، على تصعيد من مستوى عملياتها ، وإدخال أسلحة جديدة إلى المعركة ،
مثل السكود المطور ،و الطائرات المسيرة التي اخترقت الكيان وتحصيناته ، إلى إعلان عن تصعيد هو الأخطر من نوعة ، وهو ” حرب الطاقة” ، مما جعل الخليجيون في ورطة كبيرة جدًا ، إلى درجة أصبحوا يطالبون بإيقاف هذه الحرب بعد أشهر من الصمت ، وإيصال رسالة مفادها ( وأنهم لن يسمحوا أن يكونوا طرفًا في شن هجمات على المحور)
… بذات الوقت يسعى الكيان إلى توجيه ضربة عسكرية للمنشآت الإيرانية ، ردًا على هجوم الأخير ، وهذا يعني الرد على حلفاء إيران (الدب الروسي و التنين الصيني ، والكوري الشمالي) ، جميع هؤلاء مستعدين تمامًا دعم إيران في أي مواجهة ، أو أي خِيار للتصعيد في المنطقة . للأمريكي مصالح كثيرة في المنطقة ، وأن حماقة نتنياهو وحكومته المتطرفة الإرهابية ، ستجعل من الدعم الأمريكي جحيمًا على الامريكين أنفسهم ،
أمريكا لا ترغب أن يقوم الكيان بضرب منشآت الطاقة أو المنشآت النووية الإيرانية ، لكون ذلك سيواجه رد وتصعيد يضر بشكل مباشر المصالح الأمريكية في المنطقة ، لكن حماقة نتنياهو قد تقوده إلى فعل ذلك … الدب الروسي ؛ يحاول أخذ الثأر من الأمريكي والغربي ، الذي أعطى الضوء الأخضر للأوكراني بضرب العمق الروسي بالسلاح الأمريكي ،
وما يجري في المنطقة هي فرصة لا تعوض ، بواسطة دعم المحور ، بعيدًا عن كاميرات وشاشات التلفاز ، بأسلحة قد تغير معادلة الصراع …
الحوثي؛ الذي عجزت أمريكا على تحيده ، أصبح متحكم تمامًا في المنطقة البحر الأحمر ، ولديه من الترسانة المتطورة ، التي تجعله لاعب كبير في أي تصعيد أمريكي… و قوى المقاومة في العراق ، التي أصبحت ترى بأن أي توسيع للحرب فإن المصالح الأمريكية في العراق و المنطقة ستصبح في خبر كان ، وحزب الله الذي يمتلك ترسانة من الصواريخ المطورة ، قادر على مواجهة أي نوع من أنواع التصعيد ، فمَا أظهره إلى وقتنا هذا لا شيء مما لديه من ترسانة أسلحة ،
إضافة إلى عدد المقاتلين الذين تجاوزوا”( ١٠٠ ألف مقاتل )مدربين على مواجهة أصعب المعارك ” باستثناء الآلاف من المقاومين من العراق واليمن ، كل ذلك إذا أضفنا له الدعم الروسي، كيف ستكون المعادلة ،و إذ أدخلنا الصين التي ترغب بإزاحة أمريكا من الشرق الإسلامي الكبير، كيف سيكون شكل المواجهة ! ..
إن أمريكا التي أقتصر دورها على ثلاث أمور في الأحداث الجارية ، ( تزويد الكيان بالأسلحة ، حماية الكيان من الصواريخ ثبت فشلها ، ودعم الكيان استخباراتيًا) ، لا ترغب بالذهاب إلى أبعد من ذلك ، لكونها تعلم بأن مصالحها في المنطقة ستنتهي ، إضافة إلى أن الصراع لم يقف عند حدود لبنان أو سوريا أو إيران ، إنما سيصبح الصراع عالميًا ، وهذا يمثل كابوس للأمريكي و معسكره المهزوم ،
وهو يعلم أنه لا يمكن الإعتماد على حلفائه في المنطقة كدول الخليج ، في الحفاظ على مصالحه هناك … لذا؛ نرى أن الأيام القادمة ، لن تكون سهلة ، وفيها من المفاجآت الكثير ، قد نشهد أما تسوية سياسية ، أو حربًا طاحنة على مستوى العالم .
بوتين يرى بأنه الوقت المناسب قد حان ، لكي يذيق الأمريكي من نفس الكأس الذي تذوقه في أوكرانيا ، لذا ، يبحث بوتين على آلية عمل تضمن تفوق محور المقاومة عسكريًا في المنطقة ، خصوصًا الحوثي ، الذي أصبح كابوس البوارج الأمريكية ، إضافة إلى دعم حزب الله بشكل مباشر أو غير مباشر عبر إيران ، التي هي الأخرى تعول على حلفائها ، على الرغم من امتلاكها ترسانة عسكرية متطورة و مرعبة.
من كان يتصور أن الحرب مع الكيان ، ستكون على حدود “لبنان أو سوريا أو غزة” ، أصبح اليوم يرى بوضوح بأن الحرب، ستكون في كل بقعة من بقاع الأرض لا سيما( البحار).