اصطبغت ارض الرافدين باللون الاحمر واتشحت سماءه بالسواد لتعزف الحان جنائزية تؤبن تلك الارواح الطاهرة وابسط ما ينتظر من الدولة العراقية والحكومة هو القصاص من الارهاب وردعه سواء اكان الرد عسكريا امنيا او قضائيا قانونيا بتطبيق اقسى العقوبات واقصى حد لها لردع المجرمين والحد من هذه الظاهرة والدفاع عن العراق وسلامته وامن ابناءه ناهيك عن تعويض من تضرر ومن نالته يد الارهاب من دمار وظواهر اجتماعية من اثر بقاء ملايين الايتام والارامل والخسائر المادية وانتشار لغة العنف والتطرف والاحقاد والتباغض و٠٠و٠٠لكن الرد يأتيك دائما نحن في دولة ديمقراطية مبنية على فصل السلطات وتؤمن بالتخصص وسيادة القانون ومراعاة حقوق الإنسان فتتأمل الخير وترجو النصرة وتحس بالمنعة وعدم ضياع الحقوق لكنك تتألم وتحس بالانكسار في كل لحظة ترى فيها المجرمين يظهرون على شاشات التلفاز وهم يقلبون الحق باطل ويتكلمون بلسان افصح من لسانك وحجة اقوى من حجتك لا لشيء الا لانهم (مسنودين) ولا يجدون من يحاسبهم بل تعداه لان يكونوا إطرافا في صفقات سياسية الخاسر الوحيد فيها الشعب العراقي وتكررت الاحكام القضائية الغير منفذة او جاهزة مع ايقاف التنفيذ واذا اردت ان تحصي تلك القضايا فانها باتت لاتعد ولا تحصى اولها المجاميع الارهابية المنعمة بملاذ امن في السجون العراقية واغلبهم ممن حكموا بالاعدام لكن الحكم لم ينفذ لعدم مصادقة المحكمة العليا او عدم مصادقة رئيس الجمهورية او لعدم جرأة القضاة على رفع تلك القضايا او عدم البت فيها اصلا ولن يكون اخر قضايا الفساد الاداري والتأمر السياسي! او البرلمانيين الهاربين والوزراء المتورطين بالارهاب او الفساد المالي والاداري ولعل قضية رئيس الجمهورية طارق الهاشمي شاهد حي وان كانت تحمل في جعبتها الكثير لكن قضية مثل قضية النائب السابق مشعان الجبوري التي اصبحت تمثل حالة فريدة وغريبة وان اعتاد عليها العراقيون ومألوفة لهم فالحكم صادر وواقع الرجل لم يتغيربل ازداد وتفرع خاصة بعد تغلغله في الملف الليبي ومناصرته للقذافي فجأة يكون الرجل برئ وتسقط عنه كل التهم وعلى حد تعبير النائب بهاء الاعرجي تمت العملية خلال احد عشرة دقيقة وبضع ثواني! فاين الفصل بين السلطات واين هيبة القضاء العراقي واين سلطة القانون واين سلطة البرلمان؟ بصفته ممثل الشعب لكن يكثر الحديث وتزداد التصريحات والنتيجة معروفة سلفا بالنسبة للاخ مشعان رجل معارض ومقاوم وبكل بساطة فالمجتمع الذي لايقبل الجبوري ويغفر له ويتجاوز عنه! فلمن يغفر؟ والشعب العراقي شعب طيب وعفا الله عما سلف وما فرقه واختلافه عن الذين سبقوه من البعثيين وازلام النظام البائد وما فرقه عن حازم الشعلان ومحمد الدايني وصالح المطلك وما فرق الجميع عن طارق الهاشمي ام ان الفصل بين السلطات لايسمح يا سيادة قادة العراق الجديد اذن فليسكت جميعكم حتى يتحقق شئ من كل ذلك ولنقلب القاعدة فليقل الكلام ولتكثر الافعال وحتى تتحول الدولة الى دولة حقيقية لنلجأ الى الفصل الحقيقي للسلطات ولنبعد السياسة عن القضاء وليتحول البرلمان الى ممثل حقيقي للشعب هنا تبقى السلطة التنفيذية المنفذ حقيقي لما يطلبه المواطن وتتحول فعلا الى دولة قانون ومواطن ومؤسسات لذلك الوقت وحتى يكتمل المشروع لاتتجاوزوا على حقوق الشعب بحجة الحرص على العملية السياسية.